القصة البوليسية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القصة البوليسية
المحقق شرلوك هولمز والدكتور واتسون كما رسمهما سيدني باجيت
القصة البوليسية نوع من الأنواع الأدبية موضوعه الرئيسي التحقيق الذي يرمى إلى الكشف عن مرتكب الجريمة ودوافعه ووسائله . وتتألف العناصر الرئيسية في القصة البوليسية من جريمة غامضة في ظروفها وأسبابها وكيفية تنفذيها ، ومن المحرم الذي يتمتع بدهاء وذكاء يمكنانه من طمس معالم الجريمة وإخفاء دوافعه وتوجيه أصابع الاتهام إلى غيره من الأشخاص المشتبه بهم ، ومن المحقق( أو المخبر أو مفتش البوليس )الذي تتجمع له من الفطنة والنباهة والطاقات الفكرية الحاذقة ما يمكنه من حل ألغاز الجريمة والكشف عن المجرم الحقيقي باستخدام التحليلات الموضوعية والاستنتاجات المنطقية ، ومن ثم الوصول إلى النتائج الصحيحة من المقدمات مهما كانت ضئيلة في حجمها وثانوية في أهميتها .وتعد القصة البوليسية لون من الأدب القصصي الخيالي يتناول جريمة محيّرة وعددًا من مفاتيح الحلّ مع شرطي سري يحل اللغز. في معظم القصص البوليسسة تكون الجريمة جريمة قتل، والمفاتيح إما تؤدي إلى الحل أو إلى الابتعاد عنه.
وقد لخص الكاتب الإنجليزي أوستن فريمان (1862-1943) بنية القصة البوليسية في أربعة مراحل رئيسية هي :
1- الإعلان عن وقوع الجريمة أو طرح المشكلات
2- تقديم البيانات الأساسية اللازمة للكشف عن الجريمة
3- إجراء التحقيق الوصول إلى الحل
4- مناقشة عناصر الحل وتمثيل الجريمة أي توضيح كيفية وقوعها.
وعن تاريخ نشأة القصة البوليسية فإنه يمكن إرجاعها إلى عصور سحيقة كما تشير موسوعة لاروس الكبرى الفرنسية غير أن النقاد الفرنسيين والبريطانيين متفقون علي أن المبدع الأول للقصة البوليسية الحديثة هو الأديب الأمريكي إدجار آلان بو(1809ـ 1894)وذلك في كتابه (حكايات الغموض والخيال والرعب ) الذي نشر 1852 . ثم انتقلت القصة البوليسية من أمريكا إلي أوربا ، فنشر الفرنسي أميل جابوريو (1866ـ1873) رواية بوليسية ناجحة بعنوان (قضية لوروج) سنة1866.وقدم ويلكي كولنز (1642ـ1889) هذا النوع الأدبي إلي القارئ الإنجليزي عام 1868م بقصة " الجوهرة " التي تعد من روائع القصص البوليسية ، وفى عام 1878 م أصبحت آن كاثرين جرين (1864 ـ 1935) أول روائية بوليسية فى أمريكا نشرت روايتها (قضية لفنويرث) .
وإذا كانت القصة البوليسية قد ولدت فى أمريكا فإنها أرست قواعدها وترعرعت فى بريطانيا على يد نخبة من الكتاب الموهوبين فى مقدمتهم آرثر كزنان دزيل (1859ـ 1930) الذي ابتدع شخصية (شرلوك هولمز ) التي برزت لأول مرة عام 1887 م فى رواية (غرفة مطالعة سكارلت) والآنسة دورثى سايرز (1893 ـ 1957) والسيدة أجاثا كريستي التي تتعمد خداع القارئ وخرق قواعد القصة البوليسية .وقد شهدت الفترة بين عامي 1925 - 1935 نشر أول المؤلَّفات المهمة لكتَّاب القصص البوليسية مثل مارجري ألينغهام، ونيقولاس بليك، وجون دكسون كار، والسيدة أجاثا كريستي، وإيرل ستانلي جاردنر، وداشييل هاميت، ومايكل إنس، وفي عشرينيات القرن العشرين أدخلت مجلة القناع الأَسود طرازا أَمريكيا واضحا من الألغاز، كثيرًا ما يسمي الشرطي السري الخاص، أو الأَلغاز "الواقعيَّة". وتمحورت هذه القصص حول شرطيٍّ سرِّي بطل شديد المراس، والإجراءات المشوقة والعنف والأسلوب القصصي النابض بالحياة. وتَزَعَّم هذه الحركة داشييل هاميت في العشرينيات وتبعه ريموند تشاندلَر بعد عقد من الزَّمان. ومازال هذا الأُسلوب يلقى رواجًا واسعًا هذه الأَيام.
وقد شجع إقبال القراء الهائل على هذا النوع من القصص تعظم عدد الكتاب الذين يؤلفون الأقاصيص والروايات البوليسية فلمعت أسماء كثيرة فى النصف الأول من هذا القرن (القرن العشرين) ولا يزال مثل جورج سيمنون فى بلجيكا وجاستون لوجو فى فرنسا وغيرهما من الكتاب فى أوروبا وأمريكا .
وقد وجد كتاب القصة البوليسية صعوبة فى تغيير نماذج قصصهم وإضفاء الخبرة عليها إذا ما تقيدوا بالنموذج التقليدي للقصة البوليسية : جريمة ومجرم ومحقق ، لهذا فقد أخذ هؤلاء الكتاب يمزجون العنصر البوليسي بعنصر آخر كالمغامرات والجاسوسية والجريمة ، ومن هنا تنوعت أشكال الرواية البوليسية ، ثم استطاع النقاد فيما بعد أن يحددوا أسماء خاصة لكل نوع ، فأصبح لدينا إلى جانب الرواية البوليسية التقليدية : قصص الجاسوسية وقصة الجريمة والتي يمكن أن تنقسم إلى نوعين : قصة العنف وقصة الرعب . ويسمي الفرنسيون النوع الأول باسم القصة البوليسية السوداء حيث التركيز على استعمال العنف المرافق لاقتراف الجريمة ، وهو عنف يمارسه المجرم والمخبر الخصوصي على السواء .
وقد وجد هذا النوع الظروف الملائمة لنشأته في أمريكا فلا عجب أن يكون أول من كتب هذا النوع من القصص الكاتب الأمريكي صموئيل داشيت هاميت (1894 ـ 1961) الذي كان فى أول حياته مخبرا خصوصيا .
أما قصة الرعب فترمي إلى تصوير الهلع الذي يسيطر على ضحية الجريمة ، والضحية هنا إنسان برئ يحيق به الخطر ويترصده المجرم وهو على علم بهذه المطاردة غير المتكافئة ولكن الظروف لا تسمح له بالاستنجاد بل يترك وحيدا للدفاع عن نفسه بوسائله المحدودة ، وهو يرى بأم عينيه المرعوبتين الخطر القادم لا محالة وهو لا يدري كيف سيتخلص منه . وإلى أين يتجه وإلى أين يذهب ، فأنى ولى وجهه فالمجرم يتبعه وهكذا هو فى حالة ترقب وقلق وهلع شامل فأركان قصة الرعب الثلاثة : هي الخطر والترقب والمطاردة .
وخلاصة القول أن القصة البوليسية نوع أدبي تطور وتقلب وتحول خلال هذه الفترة القصيرة (من منصف القرن الماضي حتى الآن ) وهو ما زال فى طريق التطور . ولعله من الطريف أن نلخص للقارئ القصة البوليسية التقليدية كما ذكرها الأب رونالد فوكس ، والتزم بها كثير من الكتاب خاصة فى فترة ما بين الحربين العالميتين .
لقد قال هذا الأب : أن القصة البوليسية هي لعبة بين لاعبين ، المؤلف هو الطرف الأول فيها والقارئ هو الطرف الثاني ، أما ملخص هذه القواعد أو الوصايا على النحو التالي :
1 ـ يجب ذكر المجرم فى وقت مبكر .
2 ـ يجب تحاشي الحلول غير الطبيعية (أو التي فوق الطاقة البشرية) .
3 ـ يسمح بغرفة أو ممر واحد فقط .
4 ـ لا يسمح باستعمال سموم غير مكتشفة .
5 ـ يجب ألا يظهر صينيون فى القصة .
6 ـ يجب ألا تساعد المخبر المصادفة السعيدة أو الحدس .
7 ـ يجب ألا يقترف الجريمة المخبر نفسه .
8 ـ يجب ألا يخفي الكاتب بعض مفاتيح اللغز عن القارئ .
9 ـ يجب أن يكون هناك تحذير خاص من استعمال الأخوين التوأمين أو المتشابهين .
وبعد ذكر هذه الوصايا ثمة حقيقة ناصعة وهي أن أكثر الكتاب الذين التزموا بهذه الوصايا وعلى رأسهم صاحبها لم يحققوا نجاحا مرموقا ، على حين ازدهرت القصة البوليسية ويا للعجب على يد هؤلاء الذين تمردوا على تلك القواعد مثل أنطوان بروكلى وأجاثا كريستي ودورثى سايرز وغيرهم .
لقد اندحرت فى السنوات الأخيرة القصة البوليسية التقليدية ولم تعد تثير الكتاب وبدأت تظهر رواية الجريمة بصورة واسعة ، غير أنها كما أشرنا ما هي إلا تطور أو امتداد للقصة البوليسية التقليدية .
وفى الأخير يجب أن نشير إلى موقف النقاد السلبي من القصة البوليسية إذ يشيحون بوجوههم عن الخوض فى تحليلها ونقدها بدعوى أنها ليست أدبا جادا ، والواقع أن هذا موقف غير منصف لأن عددا من مشاهير الأدباء فى العالم زاولوا هذا الفن مثل ديستيوفسكي وفوكنر وغيرهما ، فكتبوا أعمالا عظيمة ، كما أننا نستطيع أن نعثر فى أكوام القصص البوليسية المنشورة على قصص تعد من عيون الأدب شكلا ومضمونا .
وغالبية القصص البوليسية ذات نمط واحد، سواء كانت الحكاية رواية أو قصة طويلة، أو رواية قصيرة أو قصة قصيرة. ويتتبّع الشرطي السري مفاتيح الألغاز، وقد يكتشف أحيانًا جرائم أخرى. وتبلغ القصّة ذروتها عندما يكشف الشرطي السري عن المجرم، ويخبرنا كيف تم حل اللغز. ومن نمط القصة البوليسيّة تطورت تقاليد أو قواعد معينة. إذيتوقع من المؤلف التّعامل بعدالة مع القارئ، أي أنه يجب إعطاء القارئ تمامًا المعلومات ذاتها التي يستخدمها الشرطي السري في العثور على الجاني. وبإمكان القراء النظر إلى القصة على أنها معركة ذكاء بينهم وبين المحقق السري
بقي الادب البوليسي بالنسبة الى عشاقه, ولفترة طويلة مرادفاً لصفة الرجولة. تقليدياً, يخص عالم الالغاز والغموض والعقد البوليسية الرجل بدور البطولة, فهو وحده يستطيع مواجهة عالم الجريمة والعنف, وهو وحده القادر على حل شبكة الألغاز المعقدة والامساك بالقاتل المجرم. هو الاذكى وهو الافضل.
مع ذلك تجرأت اقلام نسائية وكتبت بحبر أسود قاتم قصصاً مثيرة للتشويق لكنها وقّعت كتاباتها باسم رجل لتضمن شرعية الدخول الى عالم الادب البوليسي, وبالتالي لتحصل على قبول دور النشر بتبني قصصها وتسويقها. علماً ان دور النشر رفضت, ولسنوات طويلة, قراءة جدية لمسودة قصة بوليسية تحمل توقيع امرأة, فهي لا تؤمن, اسوة بالقارئ بأقلام نسائية تكتب قصصاً سوداء دامية. وهذا ما حدث تماماً مع ادباء رجال كتبوا القصص العاطفية, فقد اضطروا الى استعارة اسم امرأة لنشر قصصهم. ومنذ سنوات قليلة, وحتى يومنا هذا لم تعد كاتبات القصة البوليسية يخفين هوياتهن. اليوم فردت سيدات القصة السوداء أجنحتهن وخلعن القناع وتربعن على عرش الادب البوليسي باللغة الانكليزية والفرنسية, وحطمن ارقام البيع القياسية في العالم كله.
اليوم, تتسابق دور النشر للحصول على حقوق النشر لنجمات الادب البوليسي في بريطانيا واميركا وفرنسا, واذا كانت مبيعات هذه الكتب تحقق ربحاً وفيراً وتضرب ارقاماً قياسية, فالفضل يعود ايضاً الى المرأة. ان اكثر من 70 في المئة من القصص المباعة تشتريها النساء, وهي تختار غالباً القصة البوليسية والقصة الخيالية المستقبلية. اما في الخمسينات والستينات فلاقت القصة البوليسية المسلسلة رواجاً كبيراً بين قرائـها من الرجال. وفي السبعينات لم تعد القارئة تكتفي بقصص آغاثا كريستي واناقة حبكة الالغاز وفك رموزها ساعة احتساء الشاي, في تلك السنوات راحت القارئة تستمتع بقصص سان ـ انطونيو الشهيرة وتقبل على شرائها, مما لفت نظر كاتبات عديدات الى اهمية القصة البوليسية في سوق البيع, خصوصاً في سوق القارئات.
وكانت بداية الكتابة النسائية, تقريباً, للقصص البوليسية, لكن الكاتبات فضلن استبدال التحري الذكي والوسيم بالمرأة التحرية او الشرطية الجريئة والطبيبة الشرعية التي تضع اليد على اسباب الموت, طبيعية او متعمدة, والصحافية التي تدقق في الحدث لتصل الى الحقيقة.
ونجحت تجربة الادب النسائي البوليسي, واقبلت القارئات على هذه القصص المثيرة المشوقة والتي عرفت كاتباتها كيف يستقطبن الجمهور النسائي اذ اخترن ابطالها من المجتمع واظهرن دور المرأة فيها, وراحت كتب روث راندال واماندا كروس تلاقي نجاحاً جيداً وتمت ترجمتها الى اكثر من لغة.
والقارئة ايضاً هي التي ارغمت كاتبات القصص العاطفية والرومانسية (خصوصاً في اميركا) بتلوينها ببعض الالوان القاتمة والابتعاد عن اللون الزهري الابدي لهذه القصص العاطفية. فظهرت القصة "العاطفية المثيرة والمشوقة" التي تتداخل فيها الرومانسية مع جرائم القتل العاطفية المتميزة بالعنف البسيط.
وفعلاً حققت الكاتبات الاميركيات في هذا المجال, ارتفاعاً حقيقياً في المبيعات بلغ اكثر من خمسة اضعاف (من مليون دولار الى خمسة ملايين في الموسم الادبي الواحد).
هكذا, ومنذ سنوات عدة, انتهت الحياة الساحرة والمميزة لكتّاب الادب البوليسي من الرجال. انتهى زمن التحري العنيف والوسيم مع الاطلالة الانيقة للفتيات المثيرات, القويات والغامضات... وانقلبت المقاييس التقليدية للقصة البوليسية فقد احتلت ساحة الافضلية في دور النشر ومعها قائمة افضل المبيعات سيدات الرواية البوليسية التي تسرد الاحداث بغموض يكتم الانفاس .
الانكليزيات والقتل بأناقة
تبقى الانكليزيات سيدات الجريمة الانيقة والمكتوبة بلغة الالغاز والغموض, وتبقى بريطانيا النبع الاصلي والاصيل للادب البوليسي, خصوصاً النسائي فيه. فمنذ ظهور قصص آغاثا كريستي ومفاجآت ساعة الشاي, تربعت الكاتبات الانكليزيات على عرش القصة البوليسية في العالم المعاصر. واليوم تتجدد هذه الكاتبات (المعاصرات منهن) باستمرار وتكمل مسيرتها في دنيا الجريمة والالغاز لتحقيق افضل المبيعات تاركة خلفها الكثير من الزملاء. اما الاميركيات, فلم يستيقظن على عالم الجريمة الا في الثمانينات لكنهن اختلفن في طريقة حباكة القصة كلياً عن ابنة العم الانكليزية. واضافة لعامل اللغة المشترك, فان سيدات القصة البوليسية أخذن الكثير من علم النفس ليزين به نهايات قصصهن.
بشكل عام, تقتل الانكليزيات في القصص البوليسية, بأناقة وسهولة وبرودة اعصاب وباعجاب كلي بعملية القتل المتقنة, وذلك منذ ان بدأت اولى الانكليزيات آنا كاثرين غرين بكتابة اول قصة بوليسية وبعدها آغاثا كريستي وباتريسيا ماكدونالد وغيرهن... واليوم استبدلت الكاتبات القصر القديم بالشقة الفخمة او المتواضعة, وتبقى عملية العنف خلال القتل انيقة, سلسلة وتتميز ببعض الارستقراطية الانكليزية. وفي الواقع, لا يوجد فرق كبير بين الادب الانكليزي النسائي التقليدي والبوليسي: كل منهما يجد في الحقبة الفيكتورية نبعاً غزيراً لمعالم قصته حيث نجد المرأة سجينة المنزل وتركز كل اهتمامها على محيطها العائلي. اما نظرتها الى الحياة فهي سوداوية, تتأمل واقعها البشع بشيء من السادية, من هنا, ترى تلك المرأة ان افضل طريقة للانتقام من هذا الوضع هي قتل الشخص او الاشخاص الذين ينغصون عيشها وعليها ان تتحملهم طيلة حياتها. القتل بأناقة وتخطيط, اي الجريمة الكاملة التي لا تؤدي الى معرفة القاتل وسجنه.
في الثمانينات بدأت الامـيركيات بكـتابة القصة البولسية ودخلن سوق النشر بسرعة وبقوة. وتأثرت غالبية الكاتبات بالادب الانكليزي. لكن القصة الاميركية تميل كثيراً الى البحث في شتى المجالات, لاعطاء تفاصيل القصة جانباً علمياً, تاريخياً وقانونياً, وفي الوقت نفسه تعتمد على العامل الطبي وعلم الجريمة. وهي تتسم ايضاً بالنعومة, فهي قصص كتبتها نساء من اجل النساء وبطلاتها نساء, وهي موجهة بشكل عام لكسر روتين الحياة اليومية للاميركيات وللمرأة بشكل عام.
اما ظاهرة الرواية البوليسية في فرنسا, فهي حديثة لكنها تلاقي نجاحاً حقيقياً. وتعتمد الفرنسية في الكتابة على عامل الحداثة والواقعية ولا تتعامل فعلاً مع اللغز على الطريقة الانكليزية, فهي تفضّل رواية قصص واقعية تحكي الحياة البسيطة والعادية والمجرم فيها ضحية مجتمعه. وبفضل اقلام النساء, تظهر القصة البوليسية الفرنسية عنف المجتمع وعيوبه وتعطشه للقوة والسلطة, ثم تحدي الانسان البسيط لعالم المحرّمات.
وعلى رغم حداثة هذه الظاهرة فان المرأة الفرنسية كان لها وجود دائم في الاعمال البوليسية. فمع انتهاء الحرب العالمية الاولى, كتبت مئتا كاتبة فرنسية نحو 1750 عملاً ادبياً بوليسياً. لكنها لم تكن بشكل عام جيدة وبعيدة كلياً عن اعمال الانكليزيات خصوصاً آغاثا كريستي في تلك الحقبة من الزمن.
وفي عام 1992 بدأت دور النشر تهتم بأعمال المرأة في الادب البوليسي بعد ان لاحظت اقبال النساء على شراء هذا النوع من القصص. وكان عام 1996 نصراً للقصة النسائية البوليسية في فرنسا, فقد نالت كاتبتان اهم جائزتين للقصة البوليسية: الجائزة الكبرى للادب البوليسي وجائزة ميشال لوبران. هاتان الجائزتان هما عادة من حق الكتّاب الرجال للقصة البوليسية, وللمرة الاولى تفوز بهما اديبتان. واليوم, يوجد عدد من كاتبات القصة البوليسية الجيدة في فرنسا, اللواتي يلاقين نجاحاً كبيراً. وكتب القصة البوليسية الفرنسية تشكل ربحاً جيداً لدور النشر التي تتسابق حالياً على الاقلام النسائية.
المصادر
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9
http://www.balagh.com/woman/trbiah/5o0tz5d6.htm
http://www.arabicstory.net/forum/index.php?showtopic=6100
رد: القصة البوليسية
ثاانكس موضوع جميل
nora- عضو نشيط
- عدد المشاركات : 17
نقاط : 59576
تاريخ التسجيل : 26/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى