السوفسطائية
إسلاميكا :: تعرف علي العالم :: ابحاث
صفحة 1 من اصل 1
السوفسطائية
السوفسطائية
مقدمة
مقدمة
السفسطائية اتجاه فكرى نشأ فى بلاد اليونان قبل الميلاد بخمسة قرون ، ولقد ظهر لفظ سفسطائي قبل عصر السوفسطائيون أنفسهم بوقت طويل ، وكان يعني الرجل الحكيم الذي أثبت أمام الجمهور قوة باعه في الأمور العقلية أو أظهر مهارته في جانب ما من جوانب النشاط ، وهكذا كان سولون ووفيثاغورس يلقبان بهذا الأسم وكذلك بريكليز بل أن سقراط نفسه يأخذ هذا الأسم عند أرستو فانيز وعند ايزو قراط كاتب الخطب كذلك . (1)* ولفظ السفسطائي Σοφιστης مأخوذ من الفعل Σοφιξομαι الذي يعني أفكر . وقد درج العامة والعامة حتي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد علي استعمال هذا المصطلح بهذا المعني . ومع حلول منتصف القرن الخامس ظهر معني آخر لمصطلح السفسطائي إذ أصبحت تطلق علي المعلم المحترف الذي يعلم الفضيلة والنجاح السياسي مقابل أجر . وقد كان بروتاجوراس هو أول من أعلن هذا المعني علي رؤوس الأشهاد ، وفي النهاية استقر معني السفسطائي علي أنه رجل مجادل وصاحب حكمة زائفة لا يهمه الوصول إلي الحقيقة بقدر ما يهمه دحر خصمه وتحقيق النصر السريع عليه . وقد جري استعمال المصطلح بهذا المعني المشين علي لسان تلاميذ سقراط أفلاطون وأكسينوفون .(2)*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)*: عزت قرني ، الفلسفة اليونانيه حتي أفلاطون ، مكتبه سعيد رأفت ، القاهرة ، 1979 ، ص 84 .
(2)*: محمد فتحي عبد الله ، جيهان شريف ، الفلسفة اليونانية مدارسها وأعلامها : الجزء الأول من طاليس إلي أفلاطون ، مكتبة الملكة ، القاهرة ، سنه النشر غير معروفة ، ص 201 .
رد: السوفسطائية
موقف مؤرخي الفلسفة من الحركة :
لم يصادف تيار من التيارات الفسلفية من الاختلاف في تقديره مثلما صادف تيار النزعة السوفسطائية ، وأول ما نشاهد هذا الاختلاف في العصر القديم نفسه ، إذ نجد أفلاطون يحمل علي السوفسطائية حملة عنيفة شعواء ، ونلاحظ أن هذه الحملة كانت منصبة بوجه عام علي آرائهم في السياسة والأخلاق ، لا علي آرائهم العلمية . وقد أكتفي أرسطو بأن سار في نفس الطريق الذي سار في نفس الطريق الذي سار فيه أفلاطون من قبله ، وبهذا محا كل ما للسوفسطائية من مكانة في تاريخ الفلسفة . واستمر هذا الحال كذلك حتي جاء مؤرخو العصر الحديث وبالتحديد في القرن التاسع عشر . الذين بدأ عندهم فهم النزعة السوفسطائية يقرب من الصواب . فقد أرتفع هيجل بالنزعة السوفسطائية ارتفاعا ً كبيرا ً وذلك في كتابه " تاريخ الفلسفة " ، ولكن المؤرخين الذين تلوا هيج استمروا في ترديد النغمة القديمة التي كانت تنظر الي السوفسطائية بأنها نزعة هدامة ، واستمر الحال كذلك حتي أوائل القرن العشرين ، وحينئذ بدأ الناس يعودون إلي نظرة هيجل في السوفسطائية ، وبدأت صفة جديدة تنسب إليهم ، هي صفة التنوير Aufklarung . وكان من أول الممثلين لهذه التظرة الجديدة تيودور جومبرز ثم ابنه هينرش . ثم لم تلبث هذه النظرة الجديدة للسوفسطائية أن اتسعت ووجدت صدي لدي كل المؤرخين المجددين للفلسفة اليونانية ز حتي ظهرت في أول صورة جالية لها عند فرينر يبجر ف كتاب " بيديا " ، وأخيرا ً وجدت الحركة أكبر مدافع عنها لدي جوزية سئيتا الذي وضع كتابا ً بعنوان " نزعة السوفسطائيين اليونانيين " سنة 1938 م .(1)*
خصائصهم :
كانوا طائفة من المعلمين متفرقين في بلاد اليونان اتخذوا التدريس حرفة ، وكانوا يعلمون موضوعات مختلفة . فبروتاجوراس (protagoras) كان يعلم قواعد النجاح في السياسة ، وجورجياس ( Gorgias) كان يعلم اليلاغة وعلم السياسة ، وبروديكوس (Prodicus) قواعد النحو والصرف ، وهبياس (Ηippias) التاريخ والطبيعة والرياضة . (2)*
وكان من أبرز خصائصهم :
1 - أنهم جعلوا الأنسان مقياس كل شئ .
1 - جعل للعقل الحكم المطلق في كل شئ .
2 - إخضاع كل العقائد والتقاليد الموروثة لحكم العقل .
3 - النزعة الفردية التي التي تجعل من الفرد من حيث حريته واستقلاله الأساس لكل تقدم .
4 – كانوا يفاخرون بتأييد القول الواحد ونقيضة علي السواء ، وذلك بإيراد الحجج الخلابة في مختلف المسائل والمواقف .
ومن كانت هذه غايته فهو لا يبحث عن الحقيقة ، بل عن وسائل الإقناع والتأثير الخطابي .(3)*
آرائهم في الفن :
كان السوفسطائيون أول واضعين حقيقين لعلم الخطبة حيث يقول بروتاجوراس ان الانسان يستطيع أن يقول شيئين متعارضين لشئ واحد ، لايجد مجالاً لتطبيقه أو التعبير عنه خيرا ً مما يجد في الخطابة ، هذا الي ان الروح العقلية التي كانت سائدة وجدت احسن مجال لظهورها في الخطابة ، ولهذا نظر السوفسطائيون الي الخطابة علي انها ليست جدل او وسيلة للتاثير فحسب بل وايضا ً علي إنها العلم الحقيقي .(4)*
آرائهم في الدين :
كان من شأن التفكير العقلي والنزعة الفردية التي تمثلت في السوفسطائية أن تدفع بهم الي الحمل علي الأساطير والتصورات الشعبية،(5)* وكان من أبرز تلك الآراء هو رائ بروتاجوراس حين أخرج كتابا ً في الآلهة واستهله بهذه العبارة : " أما الآلهة فلا أستطيع أن أجزم بوجودهم أو عدم وجودهم، ولا أن أتصور أشكالهم ، وهناك من العوائق الكثيرة ما يحول دون الوصول إلي المعرفة الصحيحة ،ومنها غموض الموضوع وقصر حياة الإنسان".
آرائهم في الأخلاق والسياسة :
وقد اختلفت آراء السوفسطائين في هذا الصدد فالبعض قال أن طبيعتنا الإنسانية هي التي تأمرنا التصرف علي هذا النحو أو ذاك ، وكل ما يظهر للشخص أنه حق فحق النسبه اليه وحده فلا يمكن أن يكون هناك قانون خارجي أخلاقي عام يخضع له الناس جميعا ً ، وأنما المسألة ترجع الي إحساس الشخص نفسه ، فليس هناك قانون عام مؤسس علي العدالة ، لأنه ليس هناك عدالة عامة بالمعني الذي يفهمة الناس . وأنما القوانين اختراع الأقوياء ليخضعوا بها الضعفاء وليختلسوا منهم ثمار قوتهم ،(6)* بينما قال بروتاجوراس إن الإنسانية قد أنتقلت من دور البررية والوحشية إلي دور الحضارة والمدنية عن طريق القوانين ، والنزعة الفردية تجد ما يكبح جماحها في القانون ، ويؤيده في ذلك جورجياس بأعتبار العرف والقانون الضمان اللازم لتماسك المجتمع واستقراره .(7)*
آرائهم في المعرفة :
اما بخصوص المعرفة فقد ذهب بروتاجوراس الي أن الطبيعة كلها في تغير دائم بين أضداد ، وعدم وجود حقيقة مطلقة قائمة ذاتها ، وإنما ما يبدو لي أنه حق يكون حق بالنسبة لي ، بينما يقرر جورجياس ثلاث قضايا في كتابة " في اللا وجود أو في الطبيعة " أولا ً : لا يوجد شئ ، ثانيا ً : اذا وجد شئ فلا يمكن أن يعرف ، ثالثا ً : وحتي اذا امكن معرفته فلا يمكن نقل هذه المعرفة إلي الآخرين ، وكل من بروتاجوراس وجورجياس يهدفون من آرائهم الي الوصول الي إلي عدم التسليم بالنظريات القديم الباليه بل يجب مراجعتها لأن العلم متغير ولا شئ ثابت ، وان يستخدم الأنسان عقلة في كل شئ يتعلمه .
رواد المدرسة :
يقال أن أعظم السفسطلئيين موهبة هو بروتاجوراس Protagoras من أبديرا Αbdera ، عاش بين عامي 481 و 411 ق.م ، وزار أثينا عدة مرات ، ولقد أعلن رفضة للفلسفة والعلم السائدين في عصره مناديا ً بأن يكون الإنسان مقياس كل شئ ، وقد بدأ كتابه المتناقضات بالعبارة القائلة أنه يمكنه قول قولين متعارضين عن أي شئ ، أي أنه يدعي انه يستطيع أم يجعل الصواب خطأ والعكس صحيح ، وقد يكون هذا السبب الذي عرضه لهجوم علني من الفلاسفة وشعراء المسرح الكوميدي ، أما جورجياس Gorgias فكان من أهل مدينة ليونتيني Leontini في جزيرة صقلية وعاش في الفترة بين عامي 485 و 385 ق.م ، ولقد رأي جورجياس أن البلاغة هي فين اللإقناع ، وقد طاف جورجياس مدنا عديدة في بلاد اليونان ليعلم الناس لقاء أجر فجمع ثروات طائلة ولكنه أنفقها بإسراف شديد ، وهناك سفسطائي آخر كان يسمي بروديكوس Prodicus وكان ينتمي إلي مدينة أيوليس في جزيرة أيوليس في جزيرة كيوس Ceos ، وقد أهتم بالفسلفة الأخلاقية أكثر من التمرينات المنطقية ، وقد أهتم بالدراسات اللغوية وكان مؤسس علم المتشابهات اللغوية الذي يفيد في كيفية تكوين أفكار منطقية واضحة وفي المييز بينها .(*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1)*: محمد فتحي عبد الله ، جيهان شريف ، الفلسفة اليونانية مدارسها وأعلامها : الجزء الأول من طاليس إلي أفلاطون ، مكتبة الملكة ، القاهرة ، سنه النشر غير معروفة ، ص 201 .
(2)*: محمد فتحي عبد الله ، جيهان شريف ، الفلسفة اليونانية مدارسها وأعلامها : الجزء الأول من طاليس إلي أفلاطون ، مكتبة الملكة ، القاهرة ، سنه النشر غير معروفة ، ص 222 .
(3)*: أحمد أمين ، زكي نجيب محمود ، قصة الفلسفة اليونانية ، مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة ، 1935 ، ص 93
(4)*: محمد فتحي عبد الله ، جيهان شريف ، الفلسفة اليونانية مدارسها وأعلامها : الجزء الأول من طاليس إلي أفلاطون ، مكتبة الملكة ، القاهرة ، سنه النشر غير معروفة ، ص 208,209 .
(5)*: محمد فتحي عبد الله ، جيهان شريف ، نفس المرجع السابق ، ص 211 .
(6)*: أحمد أمين ، زكي نجيب محمود ، نفس المرجع السابق ، ص 99 ، 100 .
(7)*: محمد فتحي عبد الله ، جيهان شريف ، نفس المرجع السابق ، ص 213 .
(*: حاتم محمد ياسين ، محاضرات في الفكر اليوناني ، مطبعة دار الفكر المعاصر ، سنه النشر غير معروفة ، ص 79 ، 80 ، 84 ، 85
رد: السوفسطائية
الخاتمة
لكل شئ مميزات وعيوب لذلك سأعرض من وجهه نظري هذه المميزات والعيوب :
أولا ً : مميزات المدرسة :
1 – أنها جعلت للعقل دور مهم وأساسي في الحياة وفي الحكم علي الأشياء .
2 – أنهم هاجموا الأساطير والخرفات التي كانت تسيطر علي عقل اليوناني في هذا العصر .
3 – أنهم علموا اليوناني كيفيه الجدل والنقاش وأعمال العقل .
ثانيا ً : عيوب المدرسة :
1 - ان جورجياس يقول ان المعرفة تختلف من شخص الي أخر ، ولكن مثلما قال أفلاطون أذا كانت المعرفة متغيرة فلماذا أذا ً أصبح جورجياس استاذ ويعلم التلاميذ ويتقاضي أجر علي ذلك .
2 - أنهم لم يقوموا بعمل تمهيد لأفكارهم ، بل أنهم وضعوا أفكارهم دون أي تمهيد ، مما جعل الكثيرون يهاجمونهم ، والدليل علي أن افكارهم كانت تحتاج الي تمهيد ، أنه حتي القرن التاسع عشر ظل مفهوم السفسطائية بمفهومة الخطأ هو المنتشر حتي جاء هيجل ليرفع هذا التصور ، ويجعل من الحركة السوفسطائية لحظة أساسية من لحظات تطور الفلسفة عند اليونان .
3 – أن عرضهم كان أثبات رائيهم سواء أكان ذلك حق أو باطل .
قائمة المراجع
1 - أحمد أمين ، زكي نجيب محمود ، قصة الفلسفة اليونانية ، مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة .
2 - حاتم محمد ياسين ، محاضرات في الفكر اليوناني ، مطبعة دار الفكر المعاصر ، سنه النشر غير معروفة .
3 - عزت قرني ، الفلسفة اليونانيه حتي أفلاطون ، مكتبه سعيد رأفت ، القاهرة ، 1979 .
4 - محمد فتحي عبد الله ، جيهان شريف ، الفلسفة اليونانية مدارسها وأعلامها : الجزء الأول من طاليس إلي أفلاطون ، مكتبة الملكة ، القاهرة ، سنه النشر غير معروفة .
إسلاميكا :: تعرف علي العالم :: ابحاث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى