بانوراما: ماذا تريد إسرائيل من حماس؟
صفحة 1 من اصل 1
بانوراما: ماذا تريد إسرائيل من حماس؟
اسم البرنامج: بانوراما
مقدم البرنامج: منتهى الرمحي
تاريخ الحلقة: الثلاثاء 26-2-2008
ضيوف الحلقة:
إلياس حنا (خبير عسكري واستراتيجي)
جمال زحالقة (عضو عربي في الكنيست)
د. أحمد إبراهيم محمود (مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية)
د. عمرو حمزاوي (مؤسسة كارنيغي للسلام)
- هل المنطقة فعلاً على أبواب حرب جديدة؟
- واللعب على وتر أصول أوباما هل يقلب الموازين لمصلحة كلينتون؟ أم يساهم في إخراجها من السباق؟
منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة، هذان العنونان سيكونان محور حلقتنا لكننا نتوقف أولاً مع موجزٍ بأهم الأنباء.
منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد، يدور الحديث كثيراً هذه الأيام عن تقارير أعدتها أجهزة مخابرات غربية تتناول السيناريوهات المطروحة لحرب تعتبرها هذه التقارير قريبة جداً بين إسرائيل وربما أكثر من طرفٍ عربي. التقارير تبني معطياتها على انسداد الأبواب أمام التسويات السياسية في ظل توتر كبير تشهده المنطقة، مترافقاً مع استمرار كل الأطراف في تعزيز وتطوير ترساناتها العسكرية منذ انتهاء حرب تموز يوليو عام 2006.
فما مدى واقعية استنتاجات هذه التقارير؟ وما هي السيناريوهات المطروحة للحرب المقبلة؟ ومن سيكون أطرافها؟
هل المنطقة فعلاً على أبواب حرب جديدة؟
خالد عويس: طبول الحرب عادت لتقرع في المنطقة، فتقارير غربية عدة راحت تؤكد أن نذر مواجهة أو مواجهات عدة بين إسرائيل وأطراف أخرى بات احتمالاً لا يستبعده لا المحللون ولا السياسيون ولا القادة العسكريون. وفي ظل تعزيز مخزون الأسلحة في إسرائيل بأسلحة جديدة، يرى قادة الجيش هناك أنه لا مناص من القيام بعملية واسعة في قطاع غزة بهدف توجيه ضربة قوية تشلّ حركة حماس، كما أن تقرير اللجنة فينوغراد بشأن الحرب مع حزب الله خلص إلى ما يماثل التحريض على رد الاعتبار لهيبة الجيش، رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت بدوره ذهب في هذا الاتجاه مؤكداً أنه سيصحح الأخطاء التي أحصتها لجنة فينوغراد، وهو ما يعني على ما يبدو حرباً أخرى.
حسن نصر الله (أمين عام حزب الله): أقسم بالله أن دمك لن يذهب هدراً.
خالد عويس: ويضع الإسرائيليون في الاعتبار أن حزب الله ما تزال بحوزته آلاف الصواريخ، وهي قد تستغل الغطاء الذي توفره القوات الدولية في جنوب لبنان لطرد عناصر حزب الله منه.
الجيش الإسرائيلي كان قد أجرى في الربيع الماضي أكبر عملية مناورات في تاريخه، السوريون الذين يقومون بإنتاج أسلحة ويحصلون على أخرى متطورة، على ما يبدو ردوا بمناورات على الحدود الإسرائيلية، ويبدو أن الغارة الجوية الإسرائيلية شرق سوريا في سبتمبر الماضي كان أحد أهدافها كشف القدرات الدفاعية للجيش السوري، قادة الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن ضرورة شن عمليات استباقية حاسمة وسريعة خاصة في ظل هشاشة الجبهة الداخلية التي تأثرت كثيراً بالحرب الأخيرة وهي نقطة ضعف يعيها السوريون والإيرانيون وحزب الله.
الطرف الإيراني يبقى مؤثراً جداً في معادلة الحرب الإسرائيلية، فإسرائيل علاوة على مخاوفها من امتلاك طهران أسلحة نووية تخشى من إقدام إيران على إطلاق أقمار اصطناعية تضعها على قدم المساواة معها في مجال التجسس والتشويش، وستجنب أية ضربة محتملة لإيران ستجنب إسرائيل استخدام قواتها البرية التي كانت هدفاً لانتقادات لجنة فينوغراد، وسيعني الهجوم على إيران مهاجمة مواقع حزب الله أيضاً، ولا يستبعد المحللون أن تشن إسرائيل هجمات على المواقع السورية، خاصة إذا دفعت سوريا بقواتها إلى سهل البقاع. لكن محللين آخرين يرون أن اغتيال القائد البارز في حزب الله عماد مغنية قد يعني رسالة إسرائيلية أن بمقدورها استخدام ذراعها الطويلة في العمق، وأن العملية بحد ذاتها قد تكون بديلاً عن الحرب.
سيناريوهات عدة لحرب أو حروب مفترضة لا يُعرف بعد ما إذا كانت التعقيدات الإقليمية والدولية ستجعلها واقعاً أو ستفرض ربما تأجيلها. خالد عويس - العربية
منتهى الرمحي: معنا من بيروت العميد المتقاعد إلياس حنا الخبير العسكري والاستراتيجي، معنا من الناصرة جمال زحالقة العضو العربي الكنيست الإسرائيلي، ومعنا من القاهرة الدكتور أحمد إبراهيم محمود الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، أهلاً بكم جميعاً وسأبدأ مع ضيفي من الناصرة السيد جمال زحالقة أولاً هل عملية اغتيال عماد مغنية بديلاً عن الحرب أم بداية الحرب؟
جمال زحالقة: يعني المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تطلب من القادة السياسية تأجيل قرار السلم والحرب ريثما يستعيد الجيش الإسرائيلي قوته، ويكون حاضراً للحرب حتى لو لم تنشب هذه الحرب، الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات مكثفة ويقتني الأسلحة، وخُصصت ميزانيات ضخمة للتسليح والتدريب سنتحدث عنها بعد قليل، المهم أن إسرائيل تجهز نفسها للحرب وهي ليست حاضرة حتى الآن، حتى تكون إسرائيل جاهزة الحرب الشاملة فهي ستقوم بعمليات اغتيال وعمليات عسكرية خاطفة استعراضية أو دراماتيكية، وهذا الأسلوب الذي يتبعه ايهود باراك بالذات لأنه يأتي من سلاح الكوماندو الإسرائيلي وهو صاحب نظريات الحروب الخاطفة والسريعة.
منتهى الرمحي: هذا على الجبهات مختلفة يعني في قطاع غزة وفيما يتعلق بحزب الله وربما على جبهات أخرى؟
جمال زحالقة: يعني الحقيقة إن على طاولة الحكومة الإسرائيلية الآن أربع حروب، حرب على غزة حرب على لبنان حرب على سوريا وحرب على إيران، وهناك أصوات في إسرائيل بضرورة تبريد هذا الملف أو ذاك للقيام بعمليات عسكرية، مثلاً هذا الصباح خرج أحد كبار المحللين السياسيين في إسرائيل بدعوة إلى تبريد الحال في قطاع غزة، حتى يتسنى لإسرائيل التعامل مع التهديد الاستراتيجي الأكبر كما يقول وهو التهديد النووي الإيراني، ونحن نعلم أن إسرائيل لديها موقف يختلف عن موقف كل العالم حتى موقف الولايات المتحدة.. إسرائيل تقول بأن إيران ستمتلك أسلحة نووية خلال ثلاث سنوات، بينما كل المحللين الدوليين ودول المنطقة مصر على سبيل المثال والولايات المتحدة تقول أن إيران لن تقترب من امتلاك سلاح نووي قبل العام 2012 على الأقل ربما أكثر من ذلك، فلهذا السبب إسرائيل تضع الخطر الإيراني كخطر استراتيجي أكبر، ولكن إسرائيل لن تستطيع القيام بعمليات عسكرية ضد إيران لوحدها..
هل باستطاعة إسرائيل شن أكثر من حرب في نفس الوقت؟
منتهى الرمحي: سأعود إليك سيدي اسمح لي أنتقل للعميد المتقاعد السيد إلياس حنا ضيفي من بيروت، حرب على غزة حرب على لبنان حرب على سوريا حرب على إيران، هل باستطاعة إسرائيل شن كل هذه الحروب؟ أم أنها يعني إن شنت حرب على واحدة باستثناء قطاع غزة فهي بالضرورة ستشن الحروب على الثلاثة أطراف الأخرى؟
إلياس حنا: يعني عندما نعود إلى التاريخ العسكري الإسرائيلي نجد أنه تاريخياً خاصة في حرب 67 كانت تعتمد القتال في الخطوط الداخلية، هذا يعني أنها كانت تثبت هدف أو عدو أو اثنين أو ثلاثة لتهاجم العدو الرابع ومن ثم تنتقل بالتدريج، هذا ما حصل مثلاً في العام 67، هذه الشبكة من التحالفات الفلسطينية اللبنانية عبر حزب الله السورية ومن ثم الإيرانية، هذه الشبكة متماسكة مع بعضها البعض، حرب 2006 كانت علامة فارقة، اليوم الشبكة الثانية المتماسكة مع بعضها البعض هو التحالف الأميركي الإسرائيلي، اليوم لا يمكن لإسرائيل أن تشن حرب قبل أن تحضّر أرضية هذه الحرب، قبل أن تأخذ ماذا يدور في الفكر الاستراتيجي والأهداف الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وقد تكون عملية اغتيال عماد مغنية القائد في حزب الله عملية تحضير لهذا الوضع، ولكن العقبة الكبرى لدى إسرائيل اليوم هي ما جرى في العام 2006 من هذه الحرب، إذ أظهرت هذه الحرب خللاً سياسياً استراتيجياً عسكرياً عملانياً إلى أقصى درجات، وهذا أمر يتطلب أخذ الدروس المستقاة، وبالتالي يتطلب إعادة خرطه في الآلة العسكرية الإسرائيلية وقت طويل، أنا أقول الحرب ليست اليوم..
منتهى الرمحي: سيد إلياس هناك أناس يستغربون عندما نقول فيه تحضير من قبل إسرائيل، لأنه في الشارع ربما وفي وجهة النظر العامة في الرأي العام أن إسرائيل ليست بحاجة إلى الاستعداد كثيراً، لأن الكل يعرف قدرة إسرائيل العسكرية. لكن أنت تقول والسيد جمال زحالقة يؤكد على أن إسرائيل بحاجة إلى وقت، بحاجة للتدريب، فيه دورات تدريب، فيه أسلحة تقتنيها إسرائيل ما الذي يحصل؟
إلياس حنا: اليوم كما قلت الدروس المستقاة من العام 2006 يعني أصلاً إسرائيل في طبيعتها هي جاهزة للحرب، عندما تذهب إلى حرب استباقية كما فعلت في العام 67 أو كما ذهبت إلى حرب وقائية عندما ضربت المفاعل العراقي، اليوم الخطر الأكبر على إسرائيل هو النووي الإيراني، وهنا يجب أن نفكر في مرحلة ما بعد الضربة، وهذا أمر يعني ليس حكراً على إسرائيل إذا قبلت الولايات المتحدة الأميركية، يمكن لأميركا أن تتعايش مع إيران نووية ولكن لا يمكن لإسرائيل أن تتعايش مع إيران النووية، اليوم اللعبة الكبرى..
منتهى الرمحي: في هذا الإطار كيف ممكن تتفق إسرائيل وأميركا إذا كان الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي متعلق بالفكر الاستراتيجي الأميركي وبالعقلية الأميركية؟
إلياس حنا: لم أسمع السؤال لو سمحتي..
منتهى الرمحي: في هذه الحالة إذا كان فيه اختلاف إن أميركا قادرة على التعايش مع إيران نووية صغيرة إنما إسرائيل غير قادرة، كيف يمكن التوافق بينهما؟ كيف يمكن التوفيق بين الفكرين الاستراتيجيين في المنطقة؟
إلياس حنا: قد يتوافقا في الصورة الكبرى ولكن في الصورة الصغرى قد يختلفا، وهناك من يقول أن اغتيال عماد مغنية هو ليس أيضاً لتحضير أرضية الحرب، منهم من يقول أن الخوف الإسرائيلي اليوم من التقارب الإيراني الأميركي قد يجعل إسرائيل ذات أهمية صفر في المعنى الاستراتيجي، وهنا يبدو أن إسرائيل وهذا تحليل خاص.. يبدو أن إسرائيل تلعب لعبة المخرب على الساحة العربية كي تبعد إيران عن الولايات المتحدة الأميركية، عقب اغتيال عماد مغنية ألغت أو أجلت إيران الاجتماع الرابع بين أميركا وإيران حول الوضع العراقي، اليوم الديناميات متشابكة والصورة ليست واضحة، أنا أعتقد اليوم الاستراتيجية الكبرى الأميركية الاحتواء لإيران، اللهم إلا إذا كان هناك شيء طارئ. ومن ثم عزل سوريا عن إيران كي تتفكك هذه الشبكة، بينما في مكان في آخر لا يمكن لإسرائيل أن تقاوم هذا المشروع الكبير إلا عبر خربطة الأوضاع، وهذا يأتي عبر تراكمات مغينة، قد يكون اغتيال عماد مغنية أحد هذه التراكمات.
منتهى الرمحي: دكتور أحمد إبراهيم ضيفي من القاهرة، الحرب القادمة إذا ما كان هناك فيه حرب، وهناك أناس كثر في الحقيقة يتحدثون عن حرب قادمة ربما في هذا الصيف، هل يمكن أن تكون حرب وقائية أو حرب استباقية؟ بمعنى هل يمكن أن تكون حرب استباقية في حال لو حست إسرائيل بأن حزب الله خاصة بعد تهديدات الأمين العام لحزب الله بأنه فيه عملية انتقام كبيرة لاغتيال عماد مغنية مستعد تماماً للحرب، لذلك تقوم بحرب استباقية؟ أم أنها ستكون لضرب بعض الأهداف الإيرانية كي تكون حرب وقائية؟ طبعاً من وجهة نظر استراتيجية وتحليلية هنا نتحدث.
أحمد إبراهيم: نعم، بداية لا بد أن نشير إلى أن بالرغم من أن هناك مشكلات على الأربع جبهات التي أشار إليها التقرير، والتي أشارت إليها المداخلات السابقة سواء المتعلقة بغزة أو لبنان أو سوريا أو إيران، إلا أن ترتيب هذه الملفات من وجهة النظر الإسرائيلية في الوقت الحالي يختلف، بعض هذه الملفات ملح جداً والبعض الآخر يمكن أن يكون مؤجلاً، بمعنى أنه في الوقت الحالي تبدو غزة هي الملف الأكثر إلحاحاً على أجندة الحكومة الإسرائيلية، بسبب الحرج الشديد الذي تعاني منه بسبب الصواريخ التي تنطلق على سديروت وبسبب الوضع المحتقن في هذه المنطقة، من يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية والجدل السياسي الداخلي في إسرائيل في الوقت الحالي، هناك بالفعل أجواء حرب داخل إسرائيل على قطاع غزة، وهناك جدل هائل بشأن التكاليف والفوائد التي يمكن أن تترتب على مثل هذه المواجهة، أعتقد أن ملف قطاع غزة هو الأكثر خطورة، لكن القيد الأساسي على إسرائيل في الوقت الحالي ربما يتمثل في أن هناك حاجة أكبر لإقناع المجتمع الدولي بالموقف الإسرائيلي في حال الذهاب إلى تصعيد عسكري ضد قطاع غزة، لأن المجتمع الدولي إلى حد كبير يلقي بالمسؤولية عن المأساة الإنسانية وعن الوضع المحتقن سياسياً وأمنياً في قطاع غزة على سياسة الحصار الإسرائيلية، وبالتالي يشعر القادة الإسرئيليون في الوقت الحالي أن هناك حاجة لمزيد من الجهد الدبلوماسي لكسب المزيد من التأييد الدولي لأي عمل ضد قطاع غزة، بالإضافة إلى حساب التكاليف والفوائد، لأن هناك مخاوف هائلة من أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة سوف تكون لها تكاليف كبيرة سواء من حيث إمكانية سقوط مئات الجنود الإسرائيليين من القوات النظامية والاحتياطية، وسقوط العشرات من المدنيين الإسرائيليين لا سيما في المناطق الجنوبية في حالة حدوث تصعيد عسكري، بالإضافة إلى الخشية من أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة قد لا تؤدي بالضرورة إلى وضع أفضل من الناحية السياسية والعسكرية، لذلك هذه المسألة أعتقد أنها الأكثر إلحاحاً، لكن فيما يتعلق بإيران ولبنان، إيران إلى حد كبير أصبحت ملفاً مؤجلاً في ظل استبعاد احتمالات التصعيد العسكري في إطار مجموعة المتغيرات التي طرأت خلال الشهور القليلة الماضية، سواء صدور تقرير الاستخبارات الوطنية الأميركية في أوائل ديسمبر الماضي، والذي سحب ذريعة أساسية من الإدارة الأميركية ومن إسرائيل، حينما أكد على أن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري، وبالتالي لم يعد هناك ذريعة للقيام بعمل عسكري سريع ضد إيران في الوقت الحالي. بالإضافة للتقديرات التي تشير إلى أنه ما زال أمام إيران شوطاً طويلاً حتى إمكانية إنتاج سلاح نووي، فيما يتعلق بالحالة اللبنانية الوضع مختلف إلى حد كبير، اغتيال عماد مغنية هو يفتح الباب أمام إمكانية تصعيد سواء من خلال عملية انتقامية من جانب حزب الله، أو حتى من خلال عملية استباقية من جانب إسرائيل تحسباً لمثل هذه الهجمات الانتقامية من جانب حزب الله، لا أعتقد أن هذا التصعيد يمكن حتى أن ينتظر حتى الصيف القادم، ربما المسألة تبدو أقرب من ذلك في ظل الوعود التي أطلقها السيد حسن نصر الله بشأن الانتقام من إسرائيل، وهنا لابد أن نلاحظ أن مثل هذا الانتقام يجب أن لا يتأخر كثيراً، في عام 1992 رد حزب الله لم يستغرق أكثر من شهر على اغتيال الأمين العام السابق، الاغتيال تم في 16 فبراير 1992 تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس في الأرجنتين كان في 17 مارس 1992، الرد الانتقامي حتى يكون له مصداقية لابد أن يكون سريعاً، هذا يفتح الباب أمام احتمال حدوث تصعيد سريع في المواجهة بين إسرائيل وبين حزب الله..
ماذا تريد إسرائيل من حركة حماس؟
منتهى الرمحي: لكن القرار ليس قرار حزب الله وحيد.. يعني وليس قرار حزب الله، هو قرار يقول كثير من المراقبين أنه مشترك سوري إيراني وحزب الله، سيد جمال زحالقة أيضا ًإذا في تعليق على هذا الموضوع، وقبل أن أسألك عن طبيعة التسليح الإسرائيلي والتدريبات الإسرائيلية الآن، اسألك عن الحرب التي يتحدث عنها الكثيرون عن على قطاع غزة، إضافة مع أن ما قاله الدكتور أحمد إبراهيم هو ربما قريب بدرجة كبيرة إلى الواقع، إلا أنه فيه أصوات في إسرائيل أصوات مسؤولين إسرائيلين كثر تطالب بحسم الأمر في قطاع غزة، هم يرون أن الفرصة متاحة كون حماس متمركزة الآن في قطاع غزة، ربما القضاء على حماس أسهل الآن إذا ما أرادوا القضاء على حماس، إسرائيل هل تريد التخلص من حماس؟ أم تريد عقد هدنة مع حماس يعني تريد كسب حماس إلى صفها؟
جمال زحالقة: يعني إسرائيل ما تخشاه من اجتياح شامل لقطاع غزة هو الخسائر في الجنود وليس أي أمر آخر، وباعتقادي أن قضية الرأي العام الدولي هي ثانوية في هذا الموضوع، لأن الرأي العام العالمي للأسف الشديد متعاطف مع إسرائيل حينما يتعلق الأمر بمواجهة مع حركة حماس، الرأي العام العالمي متعاطف مع أو قسم منه مع الفلسطينيين حينما يتعرضوا للتجويع وقطع الكهرباء، أما مواجهة عسكرية مع قوات المقاومة الفلسطينية فلا أحد يشك ماذا سيكون موقف أوروبا والولايات المتحدة بهذا المجال، لهذا السبب إسرائيل.. ما يمنع إسرائيل هو الخوف من الخسائر، واعتقادي هذه إحدى نتائج الحرب على لبنان، لأن إسرائيل أصبحت تحسب ألف حساب قبل القيام بمغامرة عسكرية واسعة، خاصة وأن الإسرائيليون يعتقدون بأن حماس قد تسلحت بشكل كبير، هناك بدأت دعوات مهمة جداً في الشهر الأخير في إسرائيل للتفاوض مع حماس، والأمر الذي تخفيه الحكومة الإسرائيلية حتى عن الشعب الإسرائيلي أن هناك استعداد أو كانت هناك اقتراحات لوقف إطلاق نار مع حماس في قطاع غزة، ولكن إسرائيل هي التي ترفض وقف إطلاق النار حتى يتسنى لها القيام بعمليات عسكرية في قطاع غزة، عمليات قصف. أنا لا أرى إسرائيل تجتاح قطاع غزة غداً بالرغم من أن الخطة العسكرية جاهزة والقوات جاهزة، ولكن في الآونة الأخيرة إسرائيل دفعت إلى قطاع غزة أو إلى حدود قطاع غزة بقوات الكوماندو الخاصة، وهي تقوم بعمليات عسكرية في قطاع غزة. يعني أفضل الوحدات العسكرية الإسرائيلية موجودة الآن في قطاع غزة وأحسنها تدريباً، وأيضاً سلاح الجو الإسرائيلي يقوم بعمليات قصف..
منتهى الرمحي: كنت تحدثت في البداية سيد جمال عن أنه فيه تدريبات خاصة وفيه عملية تسلح خاصة يقوم بها الجيش الإسرائيلي الآن، نوع هذه التدريبات الآن يعني إلى ماذا تشير إلى حرب برية؟
جمال زحالقة: الحقيقة هنا نتحدث عن أمر كبير جداً، يعني أولاً حتى نعرف السياسة الإسرائيلية علينا أن ننظر قليلاً إلى الاقتصاد، وإلى رأي المؤسسة العسكرية. الأمور لا تُحسم فقط في ماذا يقول أولمرت، أولمرت يقول الكلمة الأخيرة هو وباراك، ولكن الأمور تُحسم قبل ذلك في مؤسسات المجتمع السياسي وفي النخبةالاقتصادية والنخبة العسكرية الإسرائيلية، الآن الذي حدث يجب أن ننتبه إلى الأمور التالية: أولاً الاستراتيجية الإسرائيلية ليست مبنية على تسوية وإنما على مواجهة، الميزانية الإسرائيلية إسرائيل خصصت 25 مليار دولار في السنة الأخيرة لمدة عشر سنوات ميزانية إضافية للميزانية عسكرية، إضافة 25 مليار دولار. إسرائيل حصلت من الولايات المتحدة على ثلاثين مليار دولار في السنوات العشر القادمة، أي نحن نتحدث عن حوالي 55 مليار دولار تحت تصرف الحكومة الإسرائيلية في السنوات القادمة، وهذا خير دليل على النوايا الإسرائيلية في السنوات القادمة، هناك نمو خطير أيضاً في الاقتصاد الإسرائيلي، هذا النمو يُستغل قسم كبير منه يوجه إلى الميزانيات العسكرية، علينا أن نتذكر أنه قبل الحرب على لبنان كان التوجه في إسرائيل هو تقليص الميزانيات العسكرية، بعد الحرب هناك يعني تُضخ ميزانيات ضخمة إلى الجيش الإسرائيلي، الاستنتاج الأكبر من حرب لبنان هو ضرورة الوحدات العسكرية القتالية الكلاسيكية، حتى تستطيع أن تقوم بحرب كالتي كانت في لبنان، وفي إسرائيل قالوا بأن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى عامين من التدريب، مضى على حرب لبنان يعني اقتربنا من العامين.. في الصيف في شهر حزيران سيكون هناك عامان على هذه الحرب، ولكن أنا لا أعتقد أن الجيش حتى بهذه اللحظة حتى في حزيران سيكون جاهزاً كما تريده القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، القيادة العسكرية الإسرائيلية هناك أمر..
رد: بانوراما: ماذا تريد إسرائيل من حماس؟
هل الحرب الإسرائيلية هي وقائية ضد إيران أم استباقية ضد حزب الله؟
منتهى الرمحي: سأعود إليك إن أسعفني الوقت سيد جمال زحالقة، لكن دعنا نسأل يعني أسئلة عكسية الآن، السيد جمال قال قبل قليل الاستراتيجية الإسرائيلية ليست مبنية على تسوية بل مبنية على مواجهة، هل هذا يلغي احتمال عدم حدوث حرب في الأشهر القليلة القادمة؟
إلياس حنا: لو سمحتي منتهى أنا أريد أن أوضح المفاهيم الأساسية الاستباق أو الوقائية، يعني الاستباق عندما يكون الخطر داهم يعني اليوم غداً بعد أسبوع بعد شهر، والضربة الوقائية عندما يكون الهدف ينتظر فترة، يعني عندما ضربت إسرائيل المفاعل النووي كانت ضربة وقائية، خافت بعد خمس سنوات عشر سنوات أن يصبح الخطر دائماً هذا في المفهوم..
منتهى الرمحي: عشان هيك نسأل إذا كانت حرب وقائية ضد إيران أم حرب استباقية ضد حزب الله؟
إلياس حنا: أوكيه هلأ هون المشكلة، أنه عندما نقول حرب استباقية يعني من يضرب في حرب استباقية يجب أن يضرب قدرة الآخر على الرد لفترة طويلة، يعني إذا اغتالت شخص إسرائيل هل انتفى أو انتهت قدرة الرد من حزب الله أو من غيرها؟ من هنا يجب على إسرائيل عندما تخوض حرب أن تضرب إذا كانت سوريا أو إيران أو حتى حزب الله بطريقة لم يعد قادراً على القيام ومتابعة القتال في مرحلة ما بعد، المشكلة عند إسرائيل أو المعضلة الأمنية الاستراتيجية عند إسرائيل هي في نوعية المخاطر في نوعية العدو، يعني لديها المقاومة مع حزب الله، لديها الانتفاضة الداخلية مع الفلسطينيين، لديها التهديد التقليدي الكيميائي والصوارخي إن كان من سوريا أو من إيران، لا يمكن لإسرائيل أن تتعامل مع كل هذه التعقيدات الاستراتيجية بعقيدة واحدة وبجيش واحد، يعني هي مضطرة أن تبني عدة عقائد عسكرية وعدة أنواع من الجيوش الأساسية، وهذا أمر يتطلب شيئاً كبيراً. من هنا يجب أن نضم إلى إسرائيل الولايات المتحدة الأميركية، وأنا ضد فكرة أن التقرير الاستخباراتي يقول أنه أراح إيران، من يدرس هذا التقرير بالعمق يرى أنه مسار نحو الحرب كما أنه مسار نحو التهدئة، فإذاً نحن أمام كل شيء مفتوح. ومن منا لا يذكر التقرير أو إعادة رسم العقيدة النووية الأميركية، عندما قالت النووي التكتي مثل النووي التقليدي وقد أدخلته في العام 2001 من إمكانية استعمال النووي على الصعيد التكتي، وهنا أقول استعمال النووي على الصعيد التكتي وهذا أمر بعيد الحصول، قد يؤدي إلى ضرب كل النظام لا سمح الله في إيران مثلاً أو في مكان آخر لعدم استمراراية القتال في مرحلة ما بعد الضربة، هذا هو مفهوم الاستباق. أن لا يكون العدون قادراً على القيام ومتابعة القتال، اغتالت عباس الموسوي تابع حزب الله، مغنية تابع حزب الله هذا هو معنى الاستباق.
منتهى الرمحي: طيب وأعود الآن لسؤالي احتماليات عدم حدوث حرب، أن تكون هذه مجرد تقارير ومجرد قراءات، عدم حدوث حرب قادمة أقصد في الأشهر القادمة لأن فيه توقعات كثيرة تتحدث عن هذا الصيف؟
إلياس حنا: المؤشرات كثيرة على الحرب، ولكن في كل ظرف من الشبكة الرباعية إيران سوريا حزب الله وغزة لكل منها واقعه السياسي المحلي والإقليمي والدولي، ولكل منه وضعه العسكري وطبيعة القتال فيه، وكل هذه أمور يلزمها تحضير، يعني في غزة هناك موضوع المدنيين وهناك موضوع الخسائر البشرية، وهناك موضوع الموافقة العربية والدولية. في لبنان هناك واقع آخر 1701 ووجود اليونيفل خلق واقعاً أساسياً، هذا الواقع لا يزال موجود، الجيش اللبناني اليونيفيل. إذا أردت أن تخوضي حرب ما يجب أن يتبدل هذا الواقع، يجب أن تتبدل ساحة المعركة، أما فيما يخص سوريا أو الضربة لسوريا ومحاولة عزل سوريا، أنا أعتقد اليوم أن الجيش الإسرائيلي هو في مرحلة استرداد الردع، واغتيال مغنية هو إحدى هذه الوسائل وهي إحدى أهم الحروب الاستخباراتية، إسرائيل اليوم تحاول استراداد الصورة الردعية بانتظار أن تتهيء سنتين أنا أقول يمكن أكثر.. ولكن يبدو اليوم أنه في حال أراد حزب الله أن يرد، يجب ان يرد كما قال الضيف من القاهرة تقريباً حسب النمط شهر واحد.. ولكن أنا أقول أكثر بقليل لعدة أسباب، أهمها الخرق الاستخباراتي إن كان على الصعيد السوري على صعيد حزب الله على صعيد حماس أو على الصعيد الإيراني، يستلزم إعادة صياغة العلاقة الاستخباراتية والتنظيمية والتحضرية، اليوم كما يقال تنظيف المنزل إعادة التركيب ومن ثم التخطيط للقيام بهذه العملية، وهذه أمور ليست سهلة إنها مسار وليست قرار، أنا أقول من شهرين وما فوق قد يرد حزب الله، وهناك يجب أن ننتظر مستوى الرد، مكان الرد، طبيعة الرد، وكيف ستظهر العملية لنقول حرب أو غير حرب..
منتهى الرمحي: دكتور أحمد إبراهيم عوداً لك، يعني عملية الاغتيال الأخيرة جرت في سوريا، وذكر العميد إلياس حنا جملة استرداد الردع محاولة إسرائيلية لاسترداد الردع، هل هذا يعني بكل اللغات أن إسرائيل لن تقبل بإعطاء سوريا الثمن الذي تريده
سوريا من أجل الوصول إلى تسوية ما وهو كل هضبة الجولان؟
أحمد إبراهيم: نعم، أود أن أشير إلى أنه في تقديري مسألة اغتيال عماد مغنية هو من نوع العمليات الاستخبارية التي ينفذها الطرف المعني في التوقيت الذي يستطيع فيه ذلك، بغض النظر عن المتغيرات السياسية الموجودة. عماد مغنية هدف على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية منذ أكثر من عشرين عاماً، ولم تكن هناك من قبل أي فرصة لاستهدافه وتصفيته من جانب إسرائيل، وأعتقد أنه هدف بمثل هذا الشكل إذا تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من الوصول إليه في أي وقت، فهي تقدم على تنفيذ هذه العملية بغض النظر عن التداعيات السياسية، هذا هو المنهج الذي اعتمدت عليه إسرائيل دائماً في مثل هذه النوعيات دون أن تتوقف كثيراً أمام ردود الفعل المحتملة، هذا حدث في عام 1995 مع المهندس يحيى عياش أحد القادة العسكريين لحركة حماس، واغتالته بغض النظر عن التداعيات السياسية التي يمكن أن تنجم عن ذلك، وهو ما أدى بعد ذلك لحالة من التصعيد الشديد بين إسرائيل وحركة حماس، أسفرت عن سقوط حكومة شيمون بيريز في عام 1996، وذلك لأن مثل هذه النوعية من الأهداف تكون ثمينة جداً بالنسبة لإسرائيل ولا يمكن أن تتخلى عنها، بغض النظر عن المتغيرات السياسية التي تحيط بهذه العملية، والتكاليف والنتائج التي يمكن أن تترتب عليها، أما فيما يتعلق بالفرص والقدرة على الردع من جانب إسرائيل، فبهذه بالفعل مسألة مهمة للغاية وحرجة للغاية لأنها تمثل مشكلة بالنسبة لإسرائيل منذ حرب صيف عام 2006، والتي كان أهم نتائجها هو تآكل قدرة الردع الإسرائيلية، بعد أن عجزت عن أن تحقق أياً من الأهداف التي كانت تضعها لتلك الحرب بل على العكس، يعني تكاد تكون هُزمت من الناحية السياسية والعسكرية، لكن الفكرة هنا أن جميع النتائج التي خلفتها حرب صيف 2006 لم تستطع إسرائيل أن تعالج المشكلات التي نجمت عنها، سواء فيما يتعلق بالتعامل مع تهديدات الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى لحزب الله، والتي يمكن في أي جولة قادمة أن تطال العمق الإسرائيلي بدرجة أكثر حدة عن عام 2006..
منتهى الرمحي: الحقيقة دكتور أحمد الموضوع ذو تشعبات كثيرة ويمكن الحديث فيه بأكثر من الوقت الذي خصصناه له اليوم في بانوراما، سنتحدث فيه في مرات قادمة بالتأكيد. الدكتور أحمد إبراهيم محمود الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية شكراً جزيلاً لك واعذرني على المقاطعة.. ضيفي من الناصرة السيد جمال زحالقة عضو العضو العربي في الكنيسيت الإسرائيلي شكراً جزيلاً لك، وضيفي من بيروت العميد المتقاعد إلياس حنا الخبير العسكري والاستراتيجي شكراً جزيلاً لك على المشاركة.
وسنعود إليكم بعد قليل لنتابع معاً في بانوراما: اللعب على وتر أصول أوباما هل يلقب الموازين لمصلحة كلينتون؟ أم يساهم في إخراجها من السباق؟
منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد، يبدو أن المرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون لجأت إلى استخدام ما
اصُطلح على تسميتها الأساليب القذرة في المواجهة مع منافسها داخل الحزب الديمقراطي باراك أوباما، وذلك عبر تسريبها لأحد أشهر مواقع الإنترنت في الولايات المتحدة، صورة أوباما التقطت له أثناء مساعدة شيخ صومالي له في اتداء الزي الصومالي التقليدي. وترافق نشر هذه الصورة مع إرسال ملايين الرسائل عبر البريد الإلكتروني تؤكد أن أول مرشح من أصول إفريقية لرئاسة الولايات المتحدة مسلم. والسؤال هو هل تصب هذه الحملة في مصلحة كلينتون أم ستكون نتائجها لغير مصلحتها؟ وإذا كانت كذلك ألا تعيد هذه القضية فتح ملف التمييز العنصري في الولايات المتحدة؟
كلينتون واستخدام أسلوب التجريح ضد أوباما هل ينقلب عليها؟
ميساء أقبيق: أن يأتي التجريح وفتح الملفات الشخصية والعودة إلى أصول مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما من منافسه في الحزب الجمهوري فهذا طبيعي، أما أن يأتي الهجوم أكثر شراسة من مرشح آخر في نفس الحزب فقد يكون له دلالات أخرى، كان المعسكر الجمهوري قد شكك في وطنية أوباما وولائه للولايات المتحدة لأنه لم يضع يده على صدره أثناء أداء النشيد الوطني، ولم يضع دبوساً يحمل العلم الأميركي. ساعات بعد ذلك سربت أوساط مرتبطة بالسيناتور هيلاري كلينتون صورة لباراك أوباما وهو يرتدي زياً صومالياً، ويضع العمامة على رأسه للتلميح إلى أصوله الإسلامية والتشكيك في اتجاهاته. رغم أنه أعلن تبعيته لدين أمه منذ طفولته وانتسب للكنيسة المعمدانية.
ورغم أن كثيراً من المسؤولين الغربيين يرتدون الأزياء المحلية في دول يزورنها كما فعل بوش في فيتنام، وكما يفعلون في إسرائيل عندما يعتمرون القلنسوة اليهودية، غير أن أحداًَ لم يسبق أن شكك ولائهم لبلدانهم. وبعد أن شددت السيناتور كلينتون على ضرورة إعادة الاحترام إلى أميركا، قال ديفيد بلاف مدير حملة أوباما الانتخابية في بيان أصدره، إن معسكر هيلاري قام بحملة لنشر الخوف تعتبر الأسوأ والأكثر إثارة للخجل. بينما اعتبرت سوزان رايس المستشارة السياسية الخارجية في حملة أوباما أن توزيع الصور سبب مزيداً من الانقسام بين الأميركيين.
وقد يفتح هذا التصرف الأبواب المغلقة على هيلاري إذا قرر مساعدوا أوباما فتح ملفاتها القديمة، عندما كانت سيدة البيت الأبيض إبان فضيحة زوجها بيل كلينتون مع المتدربة السابقة مونيكا لوينسكي والقصص التي ارتبطت بها، علماً أن الانتخابات التمهيدية في أوهايو وتكساس ليست كافية وحدها لإعطاء الفائز عدد المندوبين الذي يحتاجه للحصول على ترشيح حزبه، لكن الفوز أو الخسارة فيهما يترك أثراً معنوياً كبيراً خصوصاً مع التقارب الشديد في عدد الأصوات المؤيدة لكل منها. ميساء أقبيق - العربية
منتهى الرمحي: معنا من واشنطن الدكتور عمرو حمزاوي كبير باحثي مؤسسة كارنيغي للسلام، أهلاً بك معنا دكتور عمرو، والسؤال هل ستصب الصور التي سربتها هيلاري كلينتون في مصلحة كلينتون الانتخابية؟ أم أنها ستكون عكس ذلك؟
عمرو حمزاوي: هنا علينا التمييز بين أمرين، الأمر الأول وضعية حملة كلينتون في هذه اللحظة، حملة كلينتون خسرت السباق الانتخابي التمهيدي في 11 ولاية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لم تنتصر كلينتون في أي من هذه الولايات، وهي ولايات شديدة التنوع بها أحياناً أغلبيات سوداء من أصول أفريقية بها أغلبيات بيضاء، ربحها أوباما وبفارق كبير عن كلينتون. القضية الثانية فيما يتعلق بالسياق الأول وهو حملة كلينتون ووضعيتها، وأن كلينتون وحملتها يعلموا بصورة واضحة أن احتمالية خسارة كلينتون للانتخابات التمهيدية القادمة في الرابع من مارس القادم آذار في ولاية تكساس وولاية أوهايو، أن تخسر كلينتون أو أن لا تربح هاتين الولاتين بفارق كبير عن أوباما فيما يتعلق بعدد أصوات المندوبين عن هذين الولاتين، سيعني بصورة أو أخرى نهاية محاولة كلينتون الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات العامة في نوفمبر. فحملة كلينتون في وضعية صعبة وسيئة بالفعل للغاية، السياق الثاني هو كيف يمكن استغلال مثل هذه الصور في السباق الانتخابي؟ وهل توظف بصورة إيجابية تخدم حملة كلينتون؟ أم تعود عليها بالضرر أو تعود بأضرار سلبية على حملة كلينتون؟ أعتقد هذه الصور سُربت إلى موقع شهير وهو أحد المواقع الأكثر شهرة في الولايات المتحدة الأميركية بكل تأكيد من جانب أحد أعضاء حملة كلينتون، وأمل الحملة كان أن تثار علامات استفهام حول القناعات الدينية لأوباما، نعلم أن أوباما أعلن أكثر من مرة أنه مسيحي فيما يتعلق بديانته ولكنه لا ينتمي إلى كنسية محددة، وتم استغلال هذا الأمر أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية ولكن بصورة أكثر محدودية من هذه المرة، إذاً ترويج الصورة رامت به حملة كلينتون إثارة التساؤلات خاصة لدى البيض البروتستانت وهم أغلبية الشعب الأميركي، إثارة التساؤلات بينهم حول قناعات أوباما الدينية والتنويه بمسألة الأصل المسلم، وهنا علينا أن نميز منتهى بين قضية التمييز العنصري بين أبيض.. بين مرشحة بيضاء وبين مرشح من أصول إفريقية، وبين قضية النظرة العامة داخل الولايات المتحدة الأميركية للمسلمين وللدين الإسلامي، وهي ما زالت للأسف الشديد تتميز بمساحة من السلبية منذ أحداث 11 من سبتمبر، ولكن أعتقد النتيجة الرئيسية التي نشاهدها إن اليوم أو الأمس فيما يتعلق برد الفعل العام في الولايات المتحدة الأميركية هي نتيجة ستعود بالسلب على حملة كلينتون، وهنا قضتان هامتان، الأولى أن عدد كبير من الأصوات البيضاء داخل الحزب الديمقراطي القريبة.. يعني نخبة الحزب عبرت عن استيائها الشديد للجوء حملة كلينتون لمثل هذه الأساليب غير النظيفة والدعاية السلبية ضد مرشح منافس، الأمر الآخر أن هناك تعليقات كثيرة في الصحافة الليبرالية الأقرب للحزب الديمقراطي، الواشنطن بوست والنيويورك تايمز اتهمت حملة كلينتون بالضرب تحت الحزام كما يسمى، وأعتقد بالتالي أن مساحة الاستفادة أو التوظيف الإيجابي ستكون محدودة للغاية.
منتهى الرمحي: طيب أنت ذكرت نقطة مهمة أنه فيه تركيز على التنويه والإشارة إلى أصل أوباما المسلم وليس على كونه أسود، يعني في هذه الانتخابات تحديداً هناك من يقول أنه أول امرأة وأول أسود في هذه الانتخابات أو أول شاب أسمر في هذه الانتخابات، ألا تستطيع كلينتون مثلاً التركيز على أنه أول شاب أسمر أم أنها ستتهم مباشرة بالتمييز العنصري؟ أما فيما يتعلق بديانته وبانتماءه العقائدي إذا أو قناعاته الدينية فهذا أسهل عليها في التعامل على تشويه صورته إذا أرادات ذلك؟
عمرو حمزاوي: نعم بكل تأكيد لأن هناك نقلة نوعية حدثت في المجتمع الأميركي، فيما يخص العلاقة بين أميركيين البيض كما يقال وبين الأميركيين من أصول أفريقية، بل بين هاتين المجموعتين والمجموعة الثالثة الكبيرة وهي مجموعة المواطنين الأميركيين من أصول أميركية لاتينية، هناك نقلة نوعية حدثت لا تسمح لأي مرشح أو مرشحة باستغلال الفوارق في اللون أو الفوارق في العنصر أو النوع الجنس عفواً كما يقال.. وتوظيفها بصورة سياسية، الأسهل على حملة كلينتون أن تشير إلى أمرين، الأمر الأول شكوك أو علامات استفهام حول قناعات أوباما الدينية، وهنا مسألة الانتماء الإسلامي الجزئي على الأقل لأن أب أوباما يعود إلى أصول كينية أصول مسلمة في كينيا، التنويه وإثارة الشكوك حول هذا الأمر، والأمر الآخر إثارة علامات استفهام حول السلوكيات الشخصية لأوباما خاصة قضية يعني ما يسمى بتعاطي المخدرات وهي قضية شديدة الأهمية في الداخل الأميركي، بالرغم من عدم أهميتها على الإطلاق في مجتمعات الغرب الأخرى. التمييز العنصري أصعب بكثير ويمكن أن تُتهم كلينتون هنا بإدارة حملة ليست فقط غير نظيفة لكنها حملة تتجاوز المعايير الصحيحة للحديث حول السياسية، ومن هنا اللجوء إلى قضية الدين وإلى قضية القناعات الشخصية للرجل.
منتهى الرمحي: هناك من يقول بأنه ربما الباك فايرنك على كلينتون يكون بفتح ملفات عندما كانت في البيت الأبيض زوجة للرئيس كلينتون وعلاقاته مع المتدربة هناك، ألا يمكن الدخول إلى هذا من خلال مرشحي أو القائمين على حملة أوباما؟
عمرو حمزاوي: هذا سؤال على درجة عالية من الأهمية، وأعتقد أنه من الهام أن يفهم المشاهد العربي وأن تفهم المشاهدة العربية الفارق في كيفية إدارة الحملتين بين أوباما وكلينتون، كلينتون كما أشرت لجأت إلى الدعاية السلبية حتى وإن كانت بصورة غير مباشرة ومحدودة عن المرشح المنافس، حملة أوباما أسلوب إدارة الحملة منذ البداية يعتمد على طرح الإيجابي، طرح التغيير، حديث أوباما المتواتر على أنه لا يريد أن يكرر إخفاقات السياسيين في واشنطن، أنه بعيد عن ما يسمى بالنخبة التي تدير واشنطن منذ سنوات طويلة، ويرى هو كلينتون باعتبارها أحد عناصر هذه النخبة، وهو بعيد عن الأساليب السلبية في الدعاية. وبالتالي حتى تصريحات الرجل اليوم وبالأمس في اقع الأمر أكدت أكثر من مرة على أنه لن ينزلق إلى مواجهة، ولن ينزلق إلى استخدام أساليب سلبية أو الدعاية السلبية ضد كلينتون رغم توفر مادة كما أشرتي بالفعل يمكن أن تلجأ لها حملته لإثارة شكوك حول كلينتون. المشكلة الرئيسية أن كلينتون بدأت حملتها بصورة ارتكزت على قضية أنها مرشحة امرأة، أنها المرأة الأولى التي لديها فرصة حقيقية لأن تتنتخب للبيت الأبيض الأميركي، وإزاء منافسة أوباما المتصاعدة بين النساء القريبين من الحزب الديمقراطي، بل بين الرجال البيض القريبن من الحزب الديمقراطي، بدأت حملة تتجه تدريجياً إلى الدعاية السلبية وأعتقد أفقدها الكثير من الزخم والكثير من التميز التي اتمست بها الحملة في البداية.
منتهى الرمحي: تحاول تدافع عن نفسها كونها خسرت في أكثر من ولاية أيضاً كما قلت في البداية دكتور عمرو؟
عمرو حمزاوي: نعم هي تخشى بكل تأكيد التضاؤل الشديد لفرصها إن خسرت الولاتين القادمتين خاصة ولاية تكساس، فقط مسألة الخوف من الخسارة لا تبرر لدى أغلبية واضحة من الرأي العام الأميركي أن تلجأ إلى ضربات تحت الحزام أو إلى إثارة شكوك حول قناعات شخصية..
منتهى الرمحي: طيب الاثنين من نفس الحزب أوباما وكلينتون، فيه موقف للحزب الديمقراطي من التصرفات هذه التي تقوم بها كلينتون؟
عمرو حمزاوي: يعني هنا علينا التمييز بين مستويين، المستوى الأول محدود الأهمية وهو ما يصدر عن الهيئات العامة للحزب الديمقراطي، وهي يد ضعيفة لا يعلم عنها الناخب الأميركي الكثير، أحياناً يُطلب من المرشحين الالتزام بالمنطق الإيجابي في إدارة الحملات وعدم اللجوء إلى الأساليب السلبية، الأهم من ذلك وهو المستوى الثاني هو حديث عدد من الشخصيات المؤثرة داخل الحزب الديمقرطي عن خطأ كلينتون في تلميحاتها السلبية عن ماضي أوباما وعن أصول وقناعات أوباما الدينية أو جزء منها، هنا كما أشرت أسرة كيندي تلعب دور هام، اليوم مرشح من المرشحين السابقين للحصول على الترشيح الرئاسي للحزب الديمقراطي، وهو أحد الشيوخ الديمقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور كريستوفر داد أعلن تأييده لأوباما، وانتقد بصورة غير مباشرة كلينتون إدارتها السلبية للحملة، هذا هو المستوى الثاني شخصيات مؤثرة وصحافة ليبرالية قريبة من الحزب الديمقراطي تنتقد المنطق السلبي في إدارة الحملة الانتخابية.
منتهى الرمحي: الدكتور عمرو حمزاوي كبير باحثي مؤسسة كارنيغي للسلام ضيفي من واشنطن شكراً جزيلاً على المشاركة.
ودة مضمون حلقه بانوراما بعنوان ماذا تريد إسرائيل من حماس نقلا ً عن العربيه
مواضيع مماثلة
» ماذا تفعل اذا قام الرسول بزيارتك ؟
» ماذا يجب ان اقول اثناء الصلاة ؟
» ماذا تفعل اذا قام الرسول بزيارتك ؟
» ماذا يحدث اذا كان العالم دولة وحده ؟
» مستشرق أراد ان يبحث عن عيوب في القرآن فأنظر ماذا وجد ؟؟
» ماذا يجب ان اقول اثناء الصلاة ؟
» ماذا تفعل اذا قام الرسول بزيارتك ؟
» ماذا يحدث اذا كان العالم دولة وحده ؟
» مستشرق أراد ان يبحث عن عيوب في القرآن فأنظر ماذا وجد ؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى