الخرائــــــــــــــــــــط
صفحة 1 من اصل 1
الخرائــــــــــــــــــــط
الخرائط
المقدمة:
شهد علم الخرائط تطورا سريعا خلال القرن العشرين، و ذلك نتيجة عوامل عديدة منها قيام الحربين العالميتين و تقدم العلوم الطبيعية و الاجتماعية التي تعني بالظاهرات المختلفة و بأنماط توزيعها على سطح الأرض ، مثل علوم الجيولوجيا و البحار و التربة و المناخ و الجغرافيا و الاقتصاد و السكان و السياسة و غيرها. فقد تطلبت العمليات الحربية ، و كذلك العلوم المختلفة تنوعا عظيما في استعمال الخرائط الدقيقة؛ الأمر الذي حث على تغيير أساليب الخرائط نفسها و تطوير الطرق الفنية في رسمها مثل انتشار طرق التصوير الجوي في العمليات المساحية، و تطور أساليب طباعة و نشر الخرائط، و كذلك تطور الأدوات و الأساليب الفنية المستخدمة سواء في عمليات المساحة أو الرسم.
و مع هذا التقدم العظيم تفرع علم الخرائط إلى فروع و تخصصات مختلفة؛ أهمها الفروع التي تتخصص في عمليات المساحة و إنشاء الخرائط الطبوغرافية و البحرية و الخرائط العسكرية بصفة عامة ، و هذه يقوم بها علماء خرائط (كارتوغرافيون) يعملون في أقسام المساحة سواء كانت تابعة لمصلح مدنية أو عسكرية في الدول المختلفة. و هناك أيضا علماء خرائط يتخصصون في أنواع مختلفة من الخرائط الخاصة (أو الخرائط الموضوعية) التي تصمم لتمثيل خصائص توزيع ظاهرة أو ظاهرات معينة في منطقة من المناطق ؛ مثل خرائط استخدام الأرض أو خرائط المناخ أو خرائط الظاهرات الاقتصادية و السكانية و العمرانية بكل أنواعها، و هذه كلها خرائط مفيدة في تحليل مشكلات و إمكانات المناطق المختلفة.و يهتم بهذا النوع من الخرائط مختلف الدارسين في العلوم الطبيعية و الاجتماعية، و منهم الجغرافيون بالطبع. فالدارسون في مثل هذه العلوم يتناولون الخرائط الأساسية (مثل الخرائط الطبوغرافية ) و يضيفون عليها علاقات جديدة و بيانات خاصة، و من ثم يصممون ما اصطلح على تسميته بشكل عام ‘‘خرائط التوزيعات’’ و هي الخرائط التي تعينهم خلال دراستهم العلمية على فهم و تفسير المركب الطبيعي و الاجتماعي على سطح الأرض.
و قد اهتمت دول العالم المختلفة خلال القرنين الماضيين برسم الخرائط لأراضيها، و كان هذا الاهتمام يختلف من دولة لأخرى على حسب تقدم عمليات و طرق المساحة في كل منها. ومما تجدر الإشارة إليه أن الحكومات في الدول هي الهيئات الوحيدة التي تقوم بنشر و إصدار الخرائط، أي أن رسم الخرائط يعتبر عملا رسميا تقوم به الحكومات دون الأفراد. ففي الجزائر مثلا ، الهيئة المكلفة برسم و طبع و توزيع الخرائط هي المعهد الوطني للخرائط، الكائن ببلدية حسين داي بالجزائر العاصمة.
تصنيف الخرائط :
يبدو من المستحيل أن نقوم بتصنيف دقيق لأنواع و استخدامات الخرائط الهائلة العدد. فقد تختلف استخدامات الخرائط من مجرد خريطة بسيطة نوقع عليها مظاهر تاريخية معينة مثل خريطة لمواقع الآثار الرومانية في الجزائر، إلى خريطة تفصيلية يحلل فيها المهندس العمراني خصائص المدينة و طريقة استصلاح أحيائها القديمة و تهيئة طرقها بحيث يجعلها تتلاءم مع تطورها الحالي و المستقبلي الخ… كذلك قد يختلف مقياس الرسم في الخرائط من خريطة للعالم كله في حجم صفحة الكتاب لتبين توزيع الصحاري مثلا، إلى خريطة بمقياس رسم كبير تبين جزءا صغيرا من مدينة أو حي من أحيائها لتبين مواقع بعض البنايات العمومية كالمستشفى أو الجامعة أو مقر البلدية الخ…
و هناك جهود كثيرة بذلت لتصنيف الخرائط؛ أكثرها دلالة هو ذلك التصنيف الذي يقوم على أساس القيمة النفعية للخرائط: مثل الخرائط الطبوغرافية و الخرائط الملاحية و الخرائط الاقتصادية و الخرائط التاريخية و غيرها من فئات الاستخدام المختلفة. إلا أن هناك، بإجماع علماء الخرائط و الجغرافيا، أساسين رئيسيين يمكن أن ينبني عليهما تصنيف ذلك العدد الهائل من الخرائط. و هذان الأساسان هما: مقياس الرسم، و مضمون أو محتوى الخريطة.
التصنيف على أساس مقياس الرسم:
الخريطة غالبا ما تكون أصغر بآلاف أو بملايين المرات من الجزء الحقيقي الذي تمثله من سطح الأرض. فهناك علاقة بين الأبعاد الخطية على الخريطة و ما يقابلها من أبعاد على الطبيعة، و يعبر عن هذه العلاقة بنسبة تسمى ‘‘مقياس الرسم’’. فمقياس رسم الخريطة إذن عبارة عن النسبة بين المسافات على الخريطة و ما يقابلها من مسافات حقيقية على الطبيعة.
و يجب أن نشير إلى أنه من العسير أن يكون مقياس رسم الخريطة صحيحا في كل الاتجاهات ذلك أن سطح الأرض ليس مستويا كسطح الورقة التي رسمت عليها الخريطة (راجع موضوع المساقط). و على العموم تلاحظ أن هناك خطأ في مقياس رسم الخرائط ذات المقياس الصغير ( أي الخرائط التي تمثل أجزاء كبيرة من سطح الأرض كالقارات مثلا على ورقة صغيرة الحجم )، بينما يتضاءل هذا الخطأ في الخرائط ذات المقياس الكبير ( أي التي تمثل مناطق محدودة أو صغيرة نسبيا من سطح الأرض )، كالخرائط الطبوغرافية مثلا.
و نظرا للاختلاف الكبير في مقاييس رسم الخرائط فإنه يمكن حصر هذا العدد في ثلاثة أنواع رئيسية من الخرائط.
الخرائط العالمية:
و تسمى هذه الخرائط أيضا بالخرائط المليونية ، لأن مقياس رسمها صغير، و يبدأ من مقياس 1000 1000 /1 فأصغر مثل 000 000 2 /1 أو 000 000 5 /1 أو000 000 10 /1 و هكذا. و تشمل هذه الفئة من الخرائط ك خرائط الأطالس العامة و خرائط الحائط للأقسام المدرسية مثل خريطة العالم أو خريطة قارة إفريقيا الخ... و توضح مثل هذه الخرائط الصورة العامة لسطح الأرض و شكل القارات و الحدود السياسية للدول و مواقع المدن و الموانئ الهامة. و نظرا لصغر مقياس هذه الخرائط فإن المدن و الموانئ و الحدود تظهر بشكل رمزي مثل الدوائر و الخطوط المتقطعة.
و يمكن أن نلاحظ أن هناك ثلاثة اختلافات تميز خرائط الأطالس عن الخرائط الطبوغرافية (الأكبر مقياسا) نوجزها فيما يلي:
يتمثل الاختلاف الأول في مقياس الرسم ، إذ نادرا ما يكبر مقياس رسم خرائط الأطالس عن 000 000 1/1بل هو في الغالب أصغر من ذلك بكثير و قد يصغر مقياس رسم خريطة العالم في الأطالس إلى حوالي
000 000 100/1 (لاحظ العلاقة العكسية بين مقياس الرسم العددي وبين كبر أو صغر مقياس الخريطة. فكلما كان مقام الكسر كبيرا كلما دل على مقياس صغير و العكس صحيح ، لأن مقام الكسر يدل على عدد المرات التي صغرت إليها الخريطة.) و يستلزم هذا التصغير الهائل فقدان كثير من التفاصيل في خرائط الأطالس.
و يتمثل الاختلاف الثاني في نظم التلوين التقليدية ، فهي أكثر استخداما في خرائط الأطالس.إذ يستخدم اللون الأخضر بدرجاته في خرائط الأطالس الطبيعية للدلالة على الأراضي المنخفضة ثم اللون البني بدرجاته المختلفة للدلالة على الأراضي المرتفعة.
أما الاختلاف الثالث فيتمثل في مسقط الخريطة. فلا شك أن اتساع المساحة التي تتضمنها خرائط الأطالس يثير مسألة مسقط الخريطة. صحيح أن تقوس سطح الأرض في مساحة صغيرة و محدودة تبينها الخريطة الطبوغرافية ، و هي خريطة كبيرة المقياس ، يبدو تقوسا طفيفا لدرجة تجعل مسألة المسقط غير مهمة نسبيا. و لكن تقوس الأرض يبدو عظيما جدا عندما نرسم قارة بأكملها على لوحة واحدة من ورق الرسم ، و لذا ينبغي ان تأخذ خرائط الأطالس في اعتبارها نوع المسقط المناسب، و أن يلم قارئ خرائط الأطالس بخصائص مساقط الخرائط المختلفة لكي يتجنب الوقوع في أخطاء تختص مثلا بالاتجاهات أو المسافات أو المساحات.
المهم في هذا الموضوع هو أن هذه الخرائط الصغيرة المقياس يمكن أن تتخذ كخرائط أساسية نوقع عليها أنماط عامة من التوزيعات الجغرافية على المستوى الإقليمي أو القاري أو العالمي كتوزيع الأمطار أو النباتات الطبيعية أو الأجناس البشرية أو الأراضي الزراعية الخ... ومن الواضح أن مثل هذه الخرائط العامة التوزيع محدودة القيمة العلمية مقارنة بغيرها من الخرائط الكبيرة المقياس و التي تتميز بدقة أكبر. و لكن لابد أن نذكر أن تصغير مقياس الرسم له مزاياه و فوائده في حالات معينة ، لأن المقياس الصغير في خرائط التوزيعات يمكننا من توقيع البيانات لمنطقة فسيحة بشكل مناسب، و من ثم يمكن بنظرة سريعة أن نرى توزيع ظاهرة كالحرارة أو الأمطار أو السكان أو المعادن على مستوى القارة كلها.
الخرائط الطبوغرافية :
اشتق مصطلح ‘‘طبوغرافيا’’ من الكلمتين اليونانيتين TOPOS و معناها ‘‘مكان’’ و ‘‘GRAPHIA’’ و معناها ‘‘طريقة رسم أو وصف’’.
و من ثم تعني كلمة طبوغرافيا : الوصف أو الرسم التفصيلي للمكان.
و الخريطة الطبوغرافية بهذا المعنى عبارة عن خريطة بمقياس كبير نوعا ما ، تبين منطقة صغيرة أو محدودة من سطح الأرض ، بحيث يسمح مقياس رسمها الكبير بتصوير الظاهرات الطبيعية و البشرية بمقياسها الصحيح. و تشمل هذه الظاهرات : التضاريس (اعتمادا على منحنيات التسوية) و المستنقعات و الغابات و المدن و القرى بأشكالها الحقيقية ، وتشمل أيضا نظم تصريف المياه و أنواع الطرق المختلفة. و الخرائط الطبوغرافية ليست معممة كخرائط الأطالس ذات المقياس الصغير ، و إنما تعتمد على عمليات المساحة الدقيقة.
و تختلف الآراء حول تحديد مقاييس رسم الخرائط الطبوغرافية. إذ يرى البعض أن مقاييس رسم الخرائط الطبوغرافية الصالحة لمعظم الأغراض تتراوح بين 000 80/1 فاكبر حتى 000 20/1 مع اعتبار مقياس 000 50/1 المقياس الأمثل.
و الواقع أن هناك خرائط بمقياس 000 200/1 تصدرها بعض الدول كفرنسا و هولندا و الجزائر ضمن ما تصدره من مجموعات الخرائط الطبوغرافية المختلفة المقاييس. كما تستخدم الجزائر مقياس 000 25/1 في خرائطها الطبوغرافية الجديدة ، و كانت دول القارة الأوربية قد استخدمت هذا المقياس منذ وقت طويل خاصة في ألمانيا و هولندا و إيطاليا و سويسرا و بريطانيا و فرنسا و بعض دول شرق أوربا. و قد استخدم هذا المقياس على نطاق واسع في الدول الأوربية حينما وجد أنه مقياس مفيد جدا أثناء الحرب العالمية الثانية. هذا و تستخدم الدول الأوربية و الجزائر أيضا مقياس 000 50/1 كمقياس نموذجي في الخرائط الطبوغرافية ، كما تستخدمه أيضا الصين و اليابان و كوريا و مصر و تونس و المغرب و الأرجنتين و البرازيل و بعض الدول الأخرى. و الخرائط الطبوغرافية مفيدة في أغراض متعددة مثل الأغراض الحربية و السياحية و في التعليم ، و هي مفيدة بنوع خاص للجغرافي الذي يدرس الجغرافيا الإقليمية لمنطقة معينة بشيء من التفصيل. و من الواضح أنه يمكن استخدام الخريطة الطبوغرافية كخريطة أساسية أو توقيعية ، نوقع عليها مثلا تفاصيل استخدام الأرض أو كثافة السكان أو مراكز الخدمات... ومن ثم تصبح خريطة توزيعات تهم المخططين و دارسي استخدام الأرض.
الخرائط التفصيلية (الكداستراليةCADASTRALES ):
و هذه فئة خرائط المساحة التفصيلية ، و مقياسها أكبر من مقياس رسم الخرائط الطبوغرافية و لذلك تشتمل على تفاصيل كثيرة لمنطقة محدودة المساحة. و في الغالب نجد مقياس الخرائط الكداسترالية أكبر من مقياس 000 10/1 ، و من ثم يدخل ضمن تصنيف هذه الفئة الخرائط الكبيرة المقياس مثل 5000/1 أو 2500/1 الخ… و يطلق على هذا النوع من الخرائط أيضا اصطلاح مخطط PLAN أي الخريطة التفصيلية ذات المقياس الكبير لمنطقة محدودة المساحة كأن تكون مدينة أو مزرعة. و بالفعل فإن هذا النوع من الخرائط ينقسم إلى قسمين رئيسيين :
1 ـ الخرائط الكدسترالية الزراعية :
و هذه الخرائط يسمح مقياسها الكبير بإظهار التفاصيل الدقيقة في الجهات الزراعية أو الريفية ، مثل تفاصيل حدود المزارع و المباني المتصلة بالنشاط الزراعي الخ...
و لهذا كانت هذه الخرائط مفيدة في أغراض فرض الضرائب و في تحديد الملكيات العقارية في التسجيلات القانونية.
2 ـ الخرائط الكداسترالية المدنية :
و هي أيضا خرائط تفصيلية بمقياس كبير ( PLANS) و لكنها تختص بالمدن. و توضح مثل هذه الخرائط كل الملامح الحضارية للمدينة ، مثل المباني و المدارس و الشوارع و محطات النقل ومراكز الشرطة و الحماية المدنية و غير ذلك من معالم المدينة.
و الخرائط الكدسترالية المدنية مهمة جدا في برنامج تخطيط المدن لأنها تتخذ كخرائط أساسية توقع عليها أنواع الاستخدامات المختلفة في المدينة ، أو توزيعات السكان و كثافتهم في المدينة أو التوزيعات الصناعية. و إذا احتوت مثل هذه الخرائط كل أنواع الاستخدامات الوظيفية في المدينة ، مثل مناطق السكن و مناطق الصناعة و الترفيه و الإدارة و التجارة ؛ فتصبح حينئذ خريطة توزيعات و تسمى خريطة استخدام الأرض المدني ، و هي أداة ضرورية لمخططي المدن.
التصنيف على أساس محتوى الخريطة:
يمكن أيضا تصنيف الخرائط على أساس المحتوى أو الغرض الذي أنشأت من أجله الخريطة . و في هذا الصدد نجد لدينا مجموعة هائلة من الخرائط يصعب في الواقع حصرها بدقة. و على العموم يمكن القول بأن هناك مجموعتين رئيسيتين من الخرائط يعتمد تقسيمها على المحتوى العام:
1) الخرائط العامة الغرض:
و هذه تشمل الخرائط العالمية كخرائط الحائط و خرائط الأطالس العامة ، و كذلك الخرائط الطبوغرافية ذات المقياس الكبير نوعا و التي تضمن معلومات و بيانات عامة.
2) الخرائط الخاصة:
و هذه الخرائط تختص بموضوع معين ، و هي عادة بمقياس رسم متوسط أو صغير . و هنا نذكر أن كل علم من العلوم الطبيعية و الإنسانية يحتاج إلى نوع خاص من الخرائط و الرسوم البيانية يستخدمها في عرض مشكلاته، و خلال هذا العرض نجد لدينا العديد من طرق رسم الخرائط ، التي كان استخدامها و تطويرها من أبرز العوامل التي أثرت علم صناعة الخرائط - الكرتوجرافيا - و أضافت إليه الكثير.
و الواقع أن علم صناعة الخرائط قد تطور خلال الفترة الحديثة تطورا سريعا و تفرع إلى تخصصات مختلفة تماما كما حدث في ميادين كثيرة من العلوم و الفنون الأخرى. و بصفة عامة ، يمكن القول بأن صناعة الخرائط في الفترة الحديثة تتكون من فئتين متميزتين: تختص الفئة الأولى منهما بإنشاء الخرائط الطبوغرافية التفصيلية لبيان المناطق الأرضية أو البحرية ، و هي كما ذكرنا خرائط كبيرة المقياس . أما الفئة الثانية من النشاط الكرتوجرافي فغير واضحة التحديد، و إن كانت على العموم تشمل الخرائط الخاصة ذات المقياس الصغير و المتوسط. و من أمثلتها الخرائط الجيولوجية، و خرائط التربة، و المناخ و الخرائط الاقتصادية بما تشمله من خرائط استخدام الأرض و الخرائط الزراعية و الصناعية و غيرها ، ثم الخرائط السياسية و التاريخية، و الخرائط الاجتماعية بما تشمله من خرائط السكان و العمران و الدخل و الأحوال الصحية و التعليمية و هذه كلها خرائط توزيعات حقيقية. و هذه الفئة من الخرائط لا يتم انشاؤها في معظم الأحوال على أساس عمليات المساحة، كما هو الحال بالنسبة للخرائط الطبوغرافية، وإنما تعتمد في مرحلة أولى على الخرائط التفصيلية لكي تجمع ما تحتاج منها من بيانات أساسية، ثم تضيف إليها معلومات و علاقات جديدة حسب ما يتطلبه موضوع الخريطة الخاصة.
و يهتم بهذه الفئة من الخرائط علماء من اختصاصات متنوعة منهم الجغرافيون و علماء الاقتصاد و التاريخ و الاجتماع و السكان و غيرهم ممن يعملون في ميادين العلوم الطبيعية و الإنسانية، و يحاولون خلال بحوثهم العلمية فهم و تفسير المركب الطبيعي و الاجتماعي على سطح هذه الأرض. و لدينا في هذا الخصوص موضوعات و بيانات أساسية عظيمة التنوع و التباين بشكل غير محدود، كما نجد العديد من طرق الرسم التي تستخدم لإنتاج أنواع مختلفة من الخرائط الخاصة أو خرائط التوزيعات في مختلف المجالات العلمية. و عادة ما يطلق على الخرائط الخاصة وحتى العامة أحيانا اسم خرائط التوزيعات.
أنواع خرائط التوزيعات
من الممكن القول بأن أية خريطة هي عبارة عن خريطة توزيع، لأنه من المستحيل أن نبين الموقع النسبي بدون إظهار التوزيع. فمثلا، يمكن اعتبار خريطة الأطلس العالمية خريطة توزيع، لأنها تبين توزيع القارات و البحار و المحيطات و الأنهار الرئيسية و مناطق الجبال و السهول.
و لكنها مع ذلك خريطة توزيع عامة الغرض.
و لهذا ينبغي أن نفرق بين خرائط الأطالس و الخرائط الطبوغرافية العامة من جهة و تلك المجموعة الكبيرة من الخرائط الخاصة الغرض و التي تسمى خرائط توزيعات من جهة أخرى. و خرائط التوزيعات الخاصة هذه كثيرة التنوع و التباين. على أنه من الممكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين تبعا للطريقة الفنية المتبعة في رسم هذه الخرائط.
خرائط توزيعات نوعية : QUALITATIVES
أما الخرائط النوعية غير الكمية، فتقتصر وظيفتها على إظهار توزيع أنواع الظاهرات الجغرافية المختلفة، مثل الخريطة التي تبين توزيع نطاقات القطن في العالم أو في قارة من القارات، أو الخريطة التي توضح توزيع النطاقات الزراعية في الولايات المتحدة، أو خريطة توزيع السكان المسلمين في إفريقيا أو في العالم، أو الخريطة الجيولوجية التي تبين توزيع أنواع الصخور، أو خريطة النباتات الطبيعية أو خريطة توزيع نطاقات الفحم في أوروبا، أو خريطة توزيع الأمراض في الجهات المدارية و هكذا…على أن خرائط استخدام الأرض هي أكثر خرائط التوزيعات النوعية أهمية و انتشارا. و لما كان الغرض الأساسي من هذه الخرائط غير الكمية هو إظهار موقع (توزيع) النوعيات المختلفة للظاهرات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الجغرافية الخ… فلا بد أن تتضمن مثل هذه الخرائط المعلومات الأساسية المناسبة، مثل الأنهار الرئيسية و الحدود الإدارية أو السياسية و مواقع المدن و الموانئ الرئيسية و خطوط النقل الهامة.
رد: الخرائــــــــــــــــــــط
خرائط التوزيعات الكمية : QUANTITATIVES
أما الخرائط الكمية، فهي خرائط توزيعات تستخدم في رسمها البيانات الإحصائية أو العددية، أي أنها الخرائط التي تقدم البيانات المعبر عنها بأية صورة من الصور الإحصائية كالأعداد المطلقة أو النسب أو المتوسطات و المعدلات، و لهذا السبب بالذات يطلق بعض الكتاب مصطلح "الخرائط الإحصائية" على هذا النوع الكمي من خرائط التوزيعات، تمييزا لها عن بقية أنواع الخرائط الأخرى.
و من أمثلة خرائط التوزيعات الكمية، تلك الخريطة التي تبين توزيع عدد السكان بالنقط أو الدوائر، أو خريطة كثافة السكان التي توضح الجهات العالية الكثافة و المتوسطة و القليلة الكثافة السكانية، أو خريطة كميات الأمطار أو الخريطة التي تبين نسبة محصول معين في مجموع الأرض الزراعية، و غير ذلك من الخرائط الكمية العديدة. فالوظيفة الأساسية للخريطة الكمية ( الإحصائية) هي إظهار الاختلافات و الفروق في الكميات الممثلة على الخرائط . كذلك نلاحظ أن الخريطة الكمية لا تحتاج عادة لكثير من البيانات الأساسية - مثل الأنهار و مواقع كل من المدن و طرق النقل - لأنه عادة ما ينصب اهتمامنا الرئيسي على الاختلافات و الفروق الكمية داخل الظاهرة الممثلة على الخريطة، أكثر من اهتمامنا بموقعها الدقيق.
أساسيات الخريطة :
يجب أن تتضمن الخريطة مجموعة من الأسس الهامة التي لا يمكن إغفالها عند قراءة صحيحة. و هذه الأسس هي: عنوان الخريطة و مقياس الرسم و إطار الخريطة و دليل الموقع و خلفية الخريطة و مفتاح أو دليل الخريطة والاتجاه و أخيرا الملحق و سنحاول في هذا الجزء أن نتناول هذه الأسس بصورة عامة.
عنوان الخريطة : LE TITRE DE LA CARTE
يبدأ قارئ الخريطة قبل كل شيء بملاحظة عنوانها أو اسمها، فالعنوان هو مرآة الخريطة يعكس بصدق محتواها. فمثلا الخريطة التي عنوانها توزيع السكان في العالم تدل على أن الظاهرة التي توضحها هذه الخريطة خاصة بتوزيع السكان في جميع جهات العالم.هذا بالنسبة لكل الخرائط تقريبا باستثناء الخرائط الطبوغرافية. فهذه الأخيرة يحمل عنوانها اسم الإقليم الذي تغطيه الخريطة كالبليدة، أو الأربعاء، أو تيزي وزو مثلا، وذلك لأن محتوى الخرائط الطبوغرافية لا يتغير و إنما الذي يتغير هو المكان فقط.
و ليس من السهل أن نضع قواعد أساسية لشكل عنوان الخريطة، لأن ذلك يعتمد على نوع الخريطة و موضوعها و الغرض منها. و لكن هناك بعض الملاحظات التي يجب مراعاتها عند كتابة عنوان الخريطة من أهمها أن العنوان يجب أن يوضح الغرض الذي من أجله أنشأت الخريطة، كما يجب أن يكون من البروز بدرجة تلفت النظر عند قراءة الخريطة و ذلك من حيث نوع الخط و حجمه بحيث يتلاءم حجم العنوان مع حجم الخريطة. فيجب ألا يكون صغيرا جدا بحيث تصعب قراءته و لا كبيرا جدا بحيث يطغى على الخريطة فيشوه منظرها. و يستحسن أن يكتب العنوان في وسط الجهة العليا من الخريطة.
مقياس الرسم: L` ECHELLE
الخريطة أداة ضرورية لتزويد الإنسان بالمعرفة الجغرافية، و لما كان العالم الحقيقي أكبر من أن تستوعبه ورقة الرسم فقد عرفت الخرائط دائما على اختلاف أنواعها بأنها صورة مصغرة للواقع ، إذ يستحيل رسم أي موقع على سطح الأرض الكروي بنفس أبعاده على مساحة متماثلة من الورق، و من هنا كانت الحاجة إلى تصغير المساحة المرسومة و ذلك بإيجاد نسبة بين ما يرسم على الورقة و بين ما يمثله على سطح الأرض، و هذه النسبة تسمى مقياس الرسم.
و بشكل عام يمكن القول: إن مقياس رسم الخريطة يكون كبيرا إذا كانت النسبة بينه و بين ما يمثله على سطح الأرض صغيرة مثل مقاييس 000 25/1 ، 2500/1 ،500/1 ، إلى ان نصل إلى 100/1 و هو أكبر أنواع المقاييس المستخدمة في معظم دول العالم و يكون المقياس صغيرا كلما كبرت النسبة مثل مقياس 000 1000/1 ، 000 2500/1 ، 4000000/1 ، 000 000 10/1 .
و معنى أن نقول إن مقياس رسم هذه الخريطة هو 1000/1 مثلا فذلك يعني أن كل وحدة على الخريطة يقابلها 1000 وحدة مماثلة على الطبيعة، أي ان كل 1 سم على الخريطة يقابله 1000 سم في الطبيعة. و ترجع أهمية وجود المقياس على الخريطة إلى أنه الأساس الذي يمكن الاعتماد عليه في معرفة أي مسافة أو مساحة على الخريطة، و بالتالي في الطبيعة، فعلى سبيل المثال إذا كانت المسافة بين مدينتين على لخريطة هي 8.4 سم و كان مقياس رسم هذه الخريطة هو000 1000/1 لكان معنى ذلك أن المسافة بين المدينتين على الطبيعة هي 84 كم
(بعد التحويل من السنتيمتر إلى الكيلومتر)، حيث إن مقياس الخريطة هنا يعني أن كل اسم عليها يقابله 10كم في الطبيعة.
و على الرغم من أهمية وجود مقياس الرسم كأساس من أسس الخريطة إلا أنه ينبغي أن يستخدم بحذر عند قياس المسافات و خاصة إذا كانت الخريطة ذات مقياس صغير،و ذلك انطلاقا من أن قياس المسافة أفقيا على المستوي (ورقة الرسم) يختلف عن قياس المسافة على الشكل المقوس ( شكل سطح الأرض) ، و من هنا كان مقياس الرسم في الخرائط ذات المقياس الصغير أقل دقة من مقياس الرسم في الخرائط ذات المقياس الكبير حيث تمثل مساحة صغيرة من سطح الأرض ، و بالتالي يكون فيها التقوس محدودا.
و هناك شبه اتفاق على تصنيف مقاييس الرسم من حيث الشكل إلى نوعين هما:
1) المقاييس الكتابية.
2) المقاييس الخطية.
1 ـ المقاييس الكتابية: و هي ذلك النوع من المقاييس التي استخدمت قديما على الخرائط و يصعب مع هذا النوع من المقاييس معرفة الأبعاد الحقيقية بين الظاهرات في الطبيعة بشكل مباشر، كما أنها تتأثر بعمليات التكبير و التصغير التي تجرى للخرائط أحيانا، وتتخذ هذه المقاييس أشكالا عديدة منها:
أ ) المقياس الكتابي: و في هذا النوع من المقاييس يلجأ المصمم إلى أسلوب الكتابة على الخريطة بشكل مباشر و توضح الكتابة هنا نسبة التصغير، فمثلا نقول أن مقياس الخريطة هو سنتيمتر لكل كيلومتر. و يزيد من صعوبة هذا المقياس أن تستعمل إحدى الدول بعض وحدات القياس غير المألوفة عالميا فيصعب إدراك قيم المقياس و هذه تعد صعوبة أخرى تضاف إلى الصعوبة الكبرى و المتمثلة في خطأ القياس مع هذا النوع من المقاييس بعد إجراء عمليات التكبير و التصغير.
ب) و أيضا من أنواع المقاييس الكتابية مقياس الكسر البياني و يسمى أحيانا المقياس العددي و يكتب في صورة كسر بياني أو صورة نسبة 1: 1000. أي كل وحدة قياسية على الخريطة تقابلها 1000 وحدة على الطبيعة.
2 ـ المقاييس الخطية: و يبدو فيها مقياس الرسم في شكل مرسوم و مكتوب و هذا النوع من المقاييس تتفوق في وظيفتها عن النوع الأول، و ذلك انطلاقا من تغلبها على بعض صعوبات استخدام المقاييس الكتابية، فهي على سبيل المثال لا تتطلب إجراء القياس المباشر عند الاستخدام، إذ يستطيع المستخدم لهذا القياس أن يتعرف على الأبعاد الحقيقية من خلال وضع المسافة المقيسة على المقياس المرسوم نفسه و من ثم قراءة الأرقام الواقعة يعني سهولة القراءة و استخلاص المعلومة، بالإضافة إلى ذلك فالمقاييس الخطية لا تتأثر عمليات القياس بها بعد إتمام عمليات التكبير و التصغير لكونها مرسومة، أي أن أي تكبير أو تصغير سيتم معه تصغير أو تكبير خط المقياس المرسوم نفسه و بالتالي فلن يكون هناك أدنى تشويه أو أخطاء في معرفة الأبعاد على الخرائط و من ثم في الطبيعة.
و ليس هناك طول محدد لرسم المقياس الخطي بل يتوقف ذلك على حجم الخريطة، و أيضا مقدار مساحة اللوحة الممثل عليها الخريطة، فالأمر إذن يعتمد على مدى التناسب بين طول خط المقياس و أبعاد الخريطة نفسها ، فإذا كان حجم الخريطة كبيرا يستحسن استعمال مقياس خطي طويل نسبيا ؛ من 6 إلى 10 سم كأقصى حد. أما إذا كان حجم الخريطة صغيرا فيستحسن استعمال مقياس خطي يتناسب مع هذا الحجم ؛ 2 أو 4 سم ، حسب الحالات.
و لكن على الرغم من عدم الاتفاق على الطول المثالي لخط المقياس إلا أن هناك شبه اتفاق على بعض القواعد التي ينبغي مراعاتها في تصميم المقياس الخطي و هي كالتالي:
*أن تقاس وحدات القياس بالسنتيمتر لتعبر عن الأبعاد على الخريطة بينما تكتب أعلى الخط قيم المقياس في الطبيعة سواء بالمتر إذا كان المقياس كبيرا جدا أو بالتحويل إلى وحدة قياسية أكبر و هي الكيلومتر إذا كان المقياس صغيرا ، و ذلك للتخلص من العدد الكبير من الأصفار.
*لسهولة قراءة المقياس يفضل أن يصمم خطين متوازيين لا يزيد الفرق بينهما عن 1 مم على أن تلون بعض وحدات المقياس بالأسود و تترك الأخرى بيضاء و ذلك لتسهيل القراءة. و يمكن أن يكون التظليل بشكل بسيط ( 1 د ) أو مركب ( 1 و ) أو بزوايا ضيقة ( 1ب ).
* في حالة المقاييس الكبيرة ، يستحسن أن يحتوي المقياس الخطي على وحدة تقع على الطرف الأيمن للمقياس تكون مقسمة إلى أجزاء السنتيمتر ( 1 و ). و هذه الطريقة تفيد في قياس الأجزاء الدقيقة من القياس ، مثل 1.5 سم أو 2.8 سم أو 5.2 سم الخ...
* في حالة تزاحم و تداخل الأرقام رغم تحويلها يستحسن أن يكون الترقيم لكل 2 سم عوض 1 سم ( 1 ن )
إطار الخريطة: LE CADRE
توضع معظم الخرائط داخل إطارات مستطيلة الشكل تتكون في أبسط صورها من خط واحد بسيط. و قد يرسم الإطار في شكل خطين متوازيين. و إذا استخدم في الإطار خطان متوازيان فالمسافة المناسبة بينهما تكون 6 ملليمترا و ذلك حتى يمكن كتابة أرقام خطوط الطول و دوائر العرض. و في بعض الأحيان يقطع الخط الداخلي للإطار و تكتب خلاله الأرقام و لكن يجب أن يكون الخط الخارجي للإطار سميكا نسبيا و متصلا دون أي قطع. و يمكن أيضا أن يكون الإطار الداخلي للخريطة ملفتا للنظر بأن يلون باللون الأبيض و الأسود حسب درجات الطول و العرض. و في لوقت الحالي يلاحظ أن الاتجاه السائد يتسم بالبعد عن الزركشة و تبني البساطة في رسم إطارات الخرائط.
مفتاح الخريطة( دليل ) : LA LEGENDE
يعتبر مفتاح أو دليل الخريطة من الأساسيات التي لا يمكن إغفالها عند رسم الخرائط و ذلك لأنه يشرح ما تمثله الرموز و العلامات الاصطلاحية المختلفة في رسم الخريطة و هناك قاعدة أساسية يتبعها مصممو الخرائط و هي عدم استخدام أي رمز في الخريطة إلا إذا تم تفسيره في المفتاح بنفس الشكل الموجود به على الخريطة.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن تأكيد أو تقليل أهمية إطار مفتاح الخريطة تكمن في طريقة تغيير شكله أو حجمه أو علاقته بخلفية الخريطة ، وفي الوقت الماضي كان يحدد بمفتاح الخريطة إطارات مزخرفة لدرجة أنها كانت تجذب الكثير من الانتباه. أما في الوقت الحاضر فمن المسلم به عموما أن محتويات المفتاح أكثر أهمية من شكل إطارها و لهذا فإن هذه الإطارات ترسم عادة بشكل بسيط.
الاتجاه : L` ORIENTATION
عادة ما تبين خطوط الطول و دوائر العرض اتجاه الخريطة، فخطوط الطول تعين الاتجاه الشمالي بينما تعين دوائر العرض الاتجاه الشرقي الغربي، و قد يرسم سهم على الخريطة ليشير إلى اتجاه الشمال الجغرافي(الشمال الحقيقي) و أحيانا قد يرسم سهمان: أحدهما يشير إلى الشمال الجغرافي، و الآخر يشير إلى الشمال المغناطيسي و لا يوجد هذا الازدواج عادة سوى في الخرائط الطبوغرافية.
و على الرغم من أن الخرائط ترسم و هي موجهة تلقائيا نحو الشمال الجغرافي (أي القطب الشمالي) و بالتالي يمكن الاستغناء عن وضع سهم يشير إلى الاتجاه الجغرافي إلا أنه في بعض الحالات كالاضطرار لرسم خريطة غير موجهة نحو الشمال الجغرافي (اعتمادا على الصور الجوية مثلا) أو تغيير وضعية الخريطة لإصدارها في كتاب الخ... و في الخرائط ذات المقياس الكبير يبين الاتجاه الشمالي الجغرافي بواسطة خط عليه شكل نجم بينما يبين الشمال المغناطيسي بواسطة نصف سهم، كما تبين على هذه الخرائط زاوية الاختلاف المغناطيسي.
خلفية الخريطة : LE FOND DE CARTE و يقصد بها كل المعالم الأساسية التي تساعد مصمم الخريطة على وضع الظاهرات الجغرافية في أماكنها الصحيحة. فمدينة الجزائر مثلا لها موقع محدد بكل دقة لا يمكن أن تكون في غيره ، و لكي نضع هذه المدية في مكانها الصحيح على الخريطة نحتاج إلى معالم تبين لنا ذلك الموقع. و أهم هذه المعالم على الإطلاق هي خطوط الطول و العرض أو ما يسمى بالإحداثيات الجغرافية. فمدينة الجزائر التي تقع على خط طول 3o شرقا و خط عرض 37o شمالا يجب أن توضع في الخريطة عند تقاطع هذين الخطين ، و لولاهما لما تمكنا من تحديد موقع هذه المدينة. فشبكة خطوط الطول و دوائر العرض ليست في غالب الأحيان الموضوع الرئيسي للخريطة و إنما هي عبارة عن عامل مساعد فقط نتمكن من خلالها من وضع الظاهرات الجغرافية ، سواء كانت طبيعية أو بشرية ، في أماكنها الصحيحة.
غير أن خلفية الخريطة لا تقتصر على شبكة خطوط الطول و دوائر العرض فقط ، بل يمكن اعتبار أي معلم آخر يؤدي نفس الوظيفة بمثابة خلفية للخريطة. فشبكة الطرق مثلا يمكن الاعتماد عليها لتعيين مواقع بعض المدن ، كما يمكن الاعتماد على شبكة شوارع المدينة لتحديد مواقع الأحياء السكنية. بل و يمكن اعتبار الحدود الإدارية و السياسية أيضا خلفية للخريطة ما دامت تساعدنا على رسم بعض الظاهرات الجغرافية في أماكنها المناسبة مثل الكثافة السكانية أو معدل البطالة..الخ.
التسمية LA TOPONOMIE
و يقصد بها أسماء الأماكن سواء كانت لظواهر طبيعية كالجبال أو الأودية أو لظواهر بشرية كالشوارع أو المدن أو القرى ..الخ. فالخرائط لا يمكن أن تخلو من الأسماء و إلا لكانت صماء. و تكتب الأسماء على الخرائط بشكلين مختلفين
أ ـ إذا كانت هذه الأسماء تدل على ظواهر طبيعية فتكتب مائلة باتجاه ميل تلك الظاهرة الطبيعية.(أنظر الخريطة رقم 2).
ب ـ أما إذا كانت الأسماء تدل على ظواهر بشرية فتكتب بشكل أفقي مستقيم. و في هذه الحلة يختلف سمك الكتابة تبعا لأهمية المكان ؛ فاسم البلدية مثلا يكون بسمك رفيع و اسم الدائرة بسمك أكبر و اسم الولاية بسمك خشن.
المصدر : LA SOURCE
و يقصد به اسم الشخص أو اسم الهيئة التي قامت بإنجاز الخريطة ، و كذلك السنة التي صدرت فيها الخريطة. و يستحسن أن يكتب المصدر في الركن السفلي الأيسر للخريطة قريبا من الإطار.
الملحق :LE CARTON
أحيانا ، خاصة عندما تكون الخريطة ذات مقياس صغير ،بعض الظاهرات الجغرافية قد لا تكون واضحة و بالتالي تحتاج إلى تكبير حتى تظهر بشكل أوضح ، فمدينة الجزائر مثلا قد تظهر على شكل دائرة صغيرة على خريطة مقياسها000 000 1/1 .
فإذا أردنا إظهارها بشكل أوضح بحيث يتسنى لنا رؤية أحيائها و شوارعها لا بد من تغيير مقياسها الأصلي و اختيار مقياس أكبر منه بكثير ، و بما أن الخريطة الواحدة لا يمكن أن يكون لها مقياسان مختلفان فنلجأ عند هذه الحالة إلى رسم إطار مربع أو مستطيل الشكل ، حسب الحالات ، في إحدى الجهات الشاغرة من الخريطة الأصلية و نرسم بداخله مدينة الجزائر بشكل أكبر مع وضع مقياس جديد يتناسب مع كبر هذه الخريطة الجديدة. و يمكن إجراء عملية عكسية في بعض الحالات ، أي تصغير المقياس عوض تكبيره. فخريطة بمقياس 000 000 1/1 مثلا تسمح بظهور الشمال الجزائري عليها لكنها لا تسمح بظهور كل القطر الجزائري نظرا لشساعة المنطقة الصحراوية فعندئذ نضطر، إذا أردنا رسم القطر بأكمله ، إلى رسم إطار إضافي في إحدى جوانب الخريطة الأصلية و رسم القطر الجزائري بشكل مصغر مع وضع المقياس الجديد الذي يتناسب مع هذا التصغير.
المنحنيات ذات الارتفاعات المتساوية (خطوط الكنتور)
المنحنيات ذات الارتفاعات المتساوية (منحنيات التسوية) أو كما تسمى كذلك خطوط الكنتور نقلا عن العبارة الإنجليزية COUNTOUR LINES، عبارة عن منحنيات وهمية بنية اللون، توجد في الخرائط الطبوغرافية (التضاريسية) ، و تمر بكل الأماكن التي لها نفس الارتفاع عن مستوى سطح البحر. فإذا كانت أمامنا خريطة طبوغرافية لمنطقة من مناطق القطر الجزائري ، كمنطقة الأربعاء التي تقع في الضاحية الجنوبية الشرقية من الجزائر العاصمة (أنظر الخريطة رقم 2) و وجدنا فيها منحنى بنيا و عليه رقم 100 فمعنى ذلك ان هذا المنحنى يمر بكل النقاط التي تقع على ارتفاع 100 متر فوق مستوى سطح البحر.
ويعتبر مستوى سطح البحر المرجع الأساسي لبداية حساب الارتفاعات ، و الحد الفاصل بين الارتفاعات البرية و الأعماق البحرية و بالتالي فإن قيمة خط الساحل هي صفر.
أعلاه توجد منحنيات موجبة تدل على الارتفاعات و هي المنحنيات المتساوية الارتفاع ، و أدناه توجد منحنيات سالبة زرقاء اللون تدل على الأعماق المتساوية.
أنواع منحنيات التسوية :
بالرغم من أن منحنيات التسوية تتفق كلها في الهدف الرئيسي الذي رسمت من أجله و هو تعيين الارتفاعات و تحديد أشكال التضاريس إلا أن الخرائط الطبوغرافية يمكن أن تتضمن ثلاثة أنواع من منحنيات التسوية :
منحنيات التسوية الرئيسية :LES COURBES MAITRESSES
و هي منحنيات سميكة مقارنة بالنوعين الآخرين و تكون دائما مرفقة برقم ارتفاعها
منحنيات التسوية العادية :LES COURBES NORMALES
و هي منحنيات تتخلل المنحنيات الرئيسية ، بحيث نجد دائما بين منحنى رئيسي و آخر أربعة (4) منحنيات عادية. و قد تكون هذه المنحنيات مرقمة إذا كانت بعيدة عن بعضها البعض نسبيا و سمحت المسافة بينها بكتابة الأرقام ، لكنها قد لا تحمل أرقام الارتفاعات التي تمر بها و ذلك بسبب تزاحمها و تقاربها من بعضها البعض بحيث يستحيل كتابة كل الأرقام نظرا لعدم توفر المكان اللازم لذلك.
و بطبيعة الحال قد يتساءل البعض عن كيفية معرفة ارتفاعات هذه المنحنيات إذا كانت لا تحمل أرقاما. فالجواب يصبح بسيطا إذا تعرفنا على قاعدة أساسية من قواعد منحنيات التسوية وهي أن الفرق بين منحنى و آخر من منحنيات التسوية سواء كانت رئيسية أو عادية ثابت لا يتغير في الخريطة الطبوغرافية الواحدة. و تشير كل الخرائط الطبوغرافية ، في ركنها السفلي الأيمن ، إلى فارق الارتفاع بين منحنى و آخر وهو ما يسمى بالفرنسية EQUIDISTANCE. فقد يكون هذا الفارق 10 أمتار أو 20 مترا أو 50 مترا الخ… و يتوقف ذلك على مقياس الخريطة أحيانا و نوعية التضاريس الموجودة في الخريطة الطبوغرافية أحيانا أخرى. و عموما فإنه كلما كان مقياس الخريطة صغيرا كلما كان فارق الارتفاع كبيرا ، و كلما كانت المنطقة شديدة التضرس (منطقة جبلية) كلما كان فارق الارتفاع كبيرا أيضا ، و العكس صحيح. فإذا فرضنا مثلا أن فارق الارتفاع بين منحنى تسوية و آخر هو 10 أمتار و كان المنحنى الرئيسي الذي بدأنا منه التعداد يحمل رقم 100 فإن رقم المنحنى العادي الذي يليه سيكون بطبيعة الحال 110 و الذي يلي 120 ثم 130 ثم 140 إلى أن نصل إلى المنحنى الرئيسي الثاني و الذي سيكون ارتفاعه 150 مترا. وهكذا يمكننا بمعرفة رقم أحد المنحنيات (منحنى رئيسي عادة) أن نعرف أرقام بقية كل المنحنيات الأخرى سواء كانت رئيسة أو عادية.
رد: الخرائــــــــــــــــــــط
المنحنيات الإضافية (المتخللة) : LES COURBES INTERCALAIRES.
هذه المنحنيات ، عكس النوعين السابقين ، لا نجدها في كل الخرائط الطبوغرافية لأن وظيفتها محدودة ؛ فهي تستعمل في خرائط المناطق الصحراوية على الخصوص حيث يتميز سطح الأرض عادة بالاستواء فتتباعد بذلك منحنيات التسوية الرئيسية و الفرعية عن بعضها البعض تباعدا كبيرا قد يؤدي إلى عدم ظهور و إهمال بعض الأشكال التضاريسية كالروابي أو الأحواض الصغيرة. فإذا فرضنا أن فارق الارتفاع في خريطة طبوغرافية لمنطقة صحراوية مقياسها 000 500/1 هو 50 مترا ولاحظنا أن منحنى التسوية رقم 550 مثلا يبتعد عن منحنى 500 بمسافة أفقية طولها على الخريطة 30 سنتيمترا
(أي 150 كلم على الطبيعة) و بطبيعة الحال فإن هذه المسافة الطويلة قد تتخللها بعض المرتفعات كالتلال، التي نفرض أنها تقع على ارتفاع 535 مترا، لكن بما أن هذه التلال لا تمر بها منحنيات التسوية الرئيسية و الفرعية ، نظرا لفارق الارتفاع الثابت، فإنها لا تظهر في الخريطة. لذا نلجأ في مثل هذه الحالات إلى إضافة نوع ثالث من منحنيات التسوية غايتها إظهار ما أهملته منحنيات التسوية الرئيسية و العادية ، و يسمى هذا النوع الثالث بالمنحنيات الإضافية أو المتخللة.
و تختلف هذه المنحنيات عن النوعين الأوليين في كونها منحنيات متقطعة.( أنظر الشكل رقم 6 )
خصائص منحنيات التسوية :
تتميز منحنيات التسوية ، إضافة إلى بعض الخصائص السابقة الذكر، بخصائص أخرى نوجزها فيما يلي:
1- محنيات التسوية تنغلق على نفسها سواء داخل الخريطة الموجودة أمامنا أو في إحدى الخرائط المجاورة لها.(الجزائر ، و غيرها من الدول التي لها نفس نظام الخرائط الطبوغرافية، تغطيها سلسلة من الخائط المتجاورة و المكملة لبعضها البعض لتشمل القطر بأكمله)، لذا فإن بعض منحنيات التسوية قد تمتد من خريطة إلى أخرى.
2- منحنيات التسوية قد تقترب جدا من بعضها البعض و لكنها لا تتقاطع. إلا أن هناك حالة واحدة يمكن أن تلتقي عندها منحنيات التسوية وهي حالة وجود جرف ؛ و هو شكل تضاريسي ينتهي بجدار قائم يطل على البحر.
3- تباعد منحنيات التسوية عن بعضها البعض يدل على انحدار ضعيف (منطقة سهلية مثلا).
4- تقارب منحنيات التسوية من بعضها البعض يدل على انحدار شديد (منطقة جبلية مثلا).
المقاطع الطبوغرافية (التضاريسية) :
يقصد بكلمة مقطع ذلك الخط البياني الذي يجسد الشكل التضاريسي الذي ترمز إليه منحنيات التسوية على الخريطة، أو بعبارة أخرى فهو عبارة عن ترجمة بيانية لما تمثله منحنيات التسوية على الخريطة الطبوغرافية، فهو يوضح شكل سطح الأرض بالنسبة لمستوى سطح البحر فيرتفع خط المقطع بارتفاع سطح الأرض من جبال و هضاب و غيرها من الظاهرات و ينخفض بانخفاضه في مناطق السهول و الوديان و الأحواض. و يعتبر رسم المقاطع التضاريسية من أفضل الطرق لتعلم قراءة منحنيات التسوية، إذ يمكننا بعد التعود على رسم المقاطع من معرفة الشكل التضاريسي الذي تمثله منحنيات التسوية تلقائيا دون اللجوء إلى رسم المقاطع.
طريقة رسم المقطع الطبوغرافي:
لرسم مقطع طبوغرافي نقوم باتباع الخطوات التالية:
1- من الضروري قبل كل شيء تحديد الاتجاه الذي نريد أن ننظر من خلاله للظاهرة التضاريسية ، فالجبل مثلا يمكن أن ننظر إليه باتجاه شمال - جنوب أو العكس، أو باتجاه شرق - غرب أو العكس الخ ... و على هذا الأساس نقوم قبل كل شيء بتعيين نقطتين نحصر بينهما كل منحنيات التسوية التي نريد تحويلها إلى مقطع طبوغرافي ثم نصلهما بخط مستقيم كما يوضحه الشكل التالي. و يسمى هذا الخط بخط المقطع:
2- نأتي بورقة مليمترية، و لكن هذا ليس ضروريا إذ يمكن مكانها استعمال ورقة عادية، و نرسم أسفلها خطا مستقيما يوازي حافتها العليا. يسمى هذا الخط الأفقي خط الأساس و يمثل مستوى سطح البحر.
3- على الطرف الأيسر من خط الأساس نرسم خطا عموديا بالاتجاه العلوي نضع عليه قيم الارتفاعات التي تمثلها منحنيات التسوية المحصورة بين أ ب. و يسمى هذا الخط خط الارتفاعات أو المناسيب (ج. منسوب ).
4- نضع الحافة العليا للورقة على الخط أ ب الذي رسمناه على الخريطة الطبوغرافية بحيث تنطبق عليه تماما ، و من كل النقاط التي يتقاطع معها خط المقطع (و بالتالي حافة الورقة) بمنحنيات التسوية نسقط خطوطا رأسية نصلها بخط الأساس (خط مستوى سطح البحر).
5- انطلاقا من خط الأساس نعين ، بنقاط رفيعة ، على كل الخطوط الرأسية الارتفاع الذي يمثله كل منحنى من المنحنيات التي أسقطنا منها هذه الخطوط ، مستعينين في ذلك بالقيم المقابلة لها على خط الارتفاعات.
6- نصل النقاط التي قمنا بتعيينها على الخطوط الرأسية بعضها ببعض فنحصل على المقطع التضاريسي الذي تمثله منحنيات التسوية. و بطبيعة الحال ، يجب ألا يكون المنحنى الذي يمثل المقطع التضاريسي مرسوما بشكل مستقيم أو منكسر إلا في حالة وجود انحدار منتظم ، كما سنلاحظ فيما بعد.
أحيانا نجد منحنيي تسوية متجاورين لهما نفس الارتفاع ففي هذه الحالة يجب ألا نصل بينهما بخط مستقيم وإنما بخط محدب إذا كانت المنطقة المحصورة بينهما تمثل مرتفعا (قمة جبل مثلا) ، أو بخط مقعر إذا كانت المنطقة المحصورة بينهما تمثل منخفضا (واد مثلا). ولمعرفة ما إذا كانت المنطقة المحصورة بينها منخفضة أو مرتفعة يمكن الاستعانة ببعض النقاط السوداء اللون والتي تحمل هي الأخرى أرقاما تدل على الارتفاعات وتسمى بنقاط المناسيب. و الفرق بين أرقام نقاط المناسيب و أرقام منحنيات التسوية هي أن الأولى يمكن أن تنتهي بأي عدد : 15 ،22 ، 107 الخ… في حين أن الثانية تنتهي دوما بصفر 10 ، 50 ، 100 الخ…
7- نكتب على منحنى المقطع الطوبوغرافي بعض الأسماء الأساسية الموجودة ضمن المنطقة التي شملتها منحنيات التسوية مثل أسماء قمم الجبال أو أسماء بعض الأودية الرئيسية أو أسماء بعض المدن أو القرى إن وجدت. كما نكتب على طرفي المقطع الاتجاه الجغرافي الذي اتخذه المقطع كأن تمثل النقطة (أ) الغرب فنكتب حرف غ والنقطة (ب) الشرق فنكتب حرف ق. فيصبح اتجاه المقطع غرب ـ شرق.
8- أخيرا نمحو كل الإسقاطات العمودية التي استعنا بها لتعيين ارتفاعات منحنيات التسوية بالنسبة لمحور المناسيب ، كما نقوم بمحو النقاط التي استعنا بها لتعيين الارتفاعات كذلك و لا نستبقي إلا على المقطع الطوبوغرافي و المعلومات المرفقة به.
المبالغة الرأسية :
يستحسن في الحالات العادية أن يكون كل من خط الأساس و خط الارتفاعات مساويا لمقياس رسم الخريطة نفسها ، أي أنه إذا كان مقياس الخريطة هو 000 500 / 1فمعنى ذلك أن كل 1 سم على خط الأساس يسوي 500 مترو كل 1سم على خط الارتفاعات يساوي 500 متر كذلك. و إن كان التوافق بن مقياس خط الأساس و مقياس الخريطة لا يطرح أي مشكلة بحيث نجدهما دائما متساويين فإن توافق مقياس خط الارتفاعات مع مقياس رسم الخريطة يطرح أحيانا بعض الصعوبات. فبعض الخرائط الطوبوغرافية ، نضرا للفاصل الرأسي الكبير بين منحنيات التسوية فيها ، و نضرا كذلك لطبيعة الأشكال التضاريسية التي تمثلها كالسلاسل الجبلية مثلا ، تجعلنا نلجأ إلى تغيير مقياس خط الارتفاعات.
و غالبا ما يكون المقياس الجديد أكبر من مقياس الخريطة و ذلك لنتمكن من إبراز الظاهرة التضاريسية بوضوح أكبر. و يسمى هذا التكبير في مقياس رسم خط الارتفاعات بالمبالغة الرأسية. فعلى سبيل المثال ، إذا أردنا رسم مقطع من خريطة طوبوغرافية مقياس رسمها 000 50/1 وكان أعلى منسوب يمر به خط المقطع هو 1000 متر فعند الالتزام بتوحيد مقياس الرسم بين الخريطة و خط الارتفاعات سيكون طول هذا الأخير 2 سم ، و في هذه الحالة لا يمكن رؤية شكل من أشكال التضاريس ، خاصة إذا كانت جبالا ، على مقطع ينحصر ارتفاعه في 2 سم مما يجعل هذا المقطع غير واضح و فاقدا لأهميته.
فالقاعدة العامة إذن هو أن نتمسك بمقياس الخريطة على المحورين الرأسي و الأفقي قدر الإمكان و لا نلجأ إلى المبالغة الرأسية إلا للضرورة ، و حتى في هذه الحالة يجب أن تكون المبالغة معقولة و لا تزيد عن 5 مرات. فإذا كنا أمام خريطة بمقياس 000 50/1 مثلا فإن مقياس رسم خط الارتفاع يمكن أن يحول إلى 000 25/1 ، أي أننا بالغنا بمرتين لأن المقياس الثاني أكبر من الأول بمرتين ، أو إلى
000 20/1 (المبالغة بأربع مرات) أو 000 10/1 ( المبالغة بخمس مرات). فإذا كانت المبالغة كبيرة جدا (20 مرة مثلا) قد يتشوه الشكل التضاريسي و يصبح أضخم مما هو عليه في الواقع كأن تتحول الربوة الصغيرة إلى جبل ضخم بفعل هذه المبالغة الكبيرة.
و الجدير بالذكر أنه لا بد من كتابة قيمة المبالغة أو مقياس محور الارتفاعات أسفل أو بجانب المقطع الطوبوغرافي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى