أسطورة ميلاد الربة أثينا والمنهج الأنثروبولوجي
إسلاميكا :: تعرف علي العالم :: ابحاث
صفحة 1 من اصل 1
أسطورة ميلاد الربة أثينا والمنهج الأنثروبولوجي
أسطورة ميلاد الربة أثينا والمنهج الأنثروبولوجي
الرواية الأولي للأسطورة :
إلتقي كبير الآلهة زيوس بالتيتنة ميتيس ، وعندما حملت منه . وصلت إلي أذنيه نبوءة أزعجته . سوف تلد ميتيس له أنثي ، وبعد ذلك سوف تلد ذكرا ً يقضي عليه كما قضي هو من قبل علي والده كرونوس ، فقرر أن يبتلعها كما ابتلع والده كرونوس أبناءه من قبل ، وبذلك سوف تصبح معزولة تماما ً عن العالم الخارجي ، ولن يمسها بشر أو غير بشر .
بعد فترة أحس كبير الآلهة زيوس بألم شديد يكاد يحطم رأسه . أفقده الألم كل لذة في الحياة ، حتي أنه تمني لو لم يكن خالدا ً لكان قد ناشد إله الموت كي يخلصه من الحياة .
بعد فترة تذكر ما فعله بميتيس ، فربما يكون الجنين قد نما في أحشائها فسبب له ذلك الألم الشديد . فأستدعي إله الحدادة هيفايستوس وأمره أن يحفر حفره في رأسه ، وقد تردد هيفايستوس في البداية ، ولكنه كان يؤمن بحكمة زيوس ويثق في رجاحة عقله ، فأعدّ بلطة حادة . ضرب رأس زيوس ضربة قوية .
كانت المفاجأة أن قفزت الربة أثينا بكامل لباسها العسكري من رأس زيوس ، وصرخت صرخة مدوية ، فإرتعد الجميع من الخوف ، وتوقفت الشمس عن الدوران في قبة السماء ، وعندما خلعت الربة أثينا لباسها العسكري ، ذهب الخوف من نفوس الجميع .
رواية أخري للأسطورة تقول : أن والد الربة أثينا هو الإله بوسيدون ، وقد كانت أثينا تشعر بالخجل لانتسابها إليه ، فتوسلت إليه أن يتنازل عن أبوتها ، وأن يتبناها كبير الآلهة زيوس ، فوافق بوسيدون ، ورحب كبير اللألهة زيوس مسرورا ً .
رواية ثالثة للأسطورة تقول : إن الربة أثينا ولدت علي شاطئ بحيرة تريتون أو تريتونيس في لبيبا الواقعة في شمال أفريقيا . هناك عثرت عليها ثلاث حوريات هن بنات الحورية ليبيا . كانت الحوريات الثلاث يتدثرن بجلد الماعز ، بلغت أثينا سن الصبا ، إعتادت أن تلعب مع رفيقتها باللاس ، تتباريان في مباريات فردية بالدرع والحربة ، قتلت أثينا رفيقتها بطريقة الخطأ ، حزنت عليها حزنا ً بالغا ً ، وضعت اسم رفيقتها قبل اسمها ، أصبحت تعرف بأسم باللاس أثينا ، أنتقلت بعد ذلك أثينا إلي بلاد الإغريق ، إستوطنت في بلدة أثيناي الواقعة علي شاطئ نهر تريتون في إقليم بيوتيا بالقرب من أليفيرا في أركاديا ، هناك يعبد أهل أركاديا الربه أثينا ، حيث تتساوي الربة أثينا بربة محلية .
وووفقا ً لما قاله المنهج الأنثروبولجي أن مجتمع الآلهة هو تجسيد لما يحدث في مجتمع البشر .
الرواية الأولي من خلال هذا التحليل : ان الهجرات الاستطانية التي يمثلها زيوس ( أله ذكر ) حاولوا ان يغزوا مدينة أثينا ( آلهة أنثي ) ولكنهم فشلوا ، والدليل علي ذلك هو بقاء ربه مدينه أثينا الآلهة أثينا ، وأيضا ً لأن الأثنين كانوا أحد الشعبين الأغريقيين اللذين أدعيا أنهما نبتا من الأرض ، والشعب الآخر الأركاديون ، ولأن اللغة الأصلية للسكان الأصلين كان بها المقطع θα ، وهو ما نجده في كلمة أثينا Αθηνά ، ويبدوا لنا من خلال الرواية الأولي أن الهجرات الاستطانية التي أتت الي اليوناني حوالي القرن 11 ق . م الي حوالي منتصف القرن ال 9 ق.م ، لم تسطيع ان تقتحم مدينة أثينا مما سبب لهم مشاكل كبيرة ، جعلتهم يرغمون علي عقد معاهده صلح فيما بينهم ، وان يكون لمدينة أثينا كامل السيادة علي أرضها ، ومع تطور الزمن حدث أحتكاك بين الأثنين والهجرت الأستطانية مما جعلهم يقومون بعمل أسطورة لتروي الصعوبات التي حدثت ، وما أنتهت اليه الأوضاع من وجود صله بين الأثنين والهجرات الاستطانية ، ولأن الهجرات الأستطانية هي ذات الأغلبية الساحقة في بلاد اليونان ، لذلك أعتبروا أثينا أبنه لزيوس ، ولم تكون هي ربه الآلهة .
الرواية الثانية :فهي تنتقد مع الأسطورة الصراع بين بوسيدون وأثينا علي تسمية المدينة أثينا ، ولكنها تشير أن هذه الهجرات قد جاءت من البحر وحاولت أن تضع مدينة أثينا تحت وطأة الأحتلال ، ولكنت مدينة أثينا أنتصرت ، ولذلك بعد فترة أصبحت أبنه زيوس .
الرواية الثالثة : انا أرجح أنها أقدم من الرواية الأولي والثانية ، لأنها تنسب أثينا الي جزور أفريقيا ، فلذلك ليس ببعيد ان تكون قد سبقت الهجرات الأستطانية هجرات من شمال أفريقيا ، وأن بعد دخول الهجرات الأستطانية الي بلاد اليونان قاموا بعمل أسطورة عن نشأة الآلهة أثينا ترتبط بوضعهم الحالي .
تم الأعتماد علي :
كتاب د / عبد المعطي شعرواي ، أساطير إغريقية الآلهة الكبري الجزء الثالث ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 2005 ، صـ 249 : 255 ــ .
بخصوص المادة الأسطورية ، اما بخصوص التحليل أعتمدت فيه علي دراستي لأستاذي الجليل د / ايمن عبد التواب .
ويارب هذا الموضوع البسيط ينال أعجابكم ان شاء الله .
مع تحياتي : ابو تريكة .
إسلاميكا :: تعرف علي العالم :: ابحاث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى