الفائز الحقيقي

الفائز الحقيقي

الشخصيات : وسيم وأريج .

المكان : علي الياهوو .

وسيم : انتي عارفة يا أريج ان شوفت حلم أمبارح ، خلاني أفكر كتير في حياتي ، شوفت أن فريق الزمالك كان بيلاعب الأهلي ، وبعدين الزمالك فاز بالمتش ، ولكن الغريبة ان الأهلي وجماهيرة أحتفلوا بالنصر .

أريج : طيب ما هو عادي يا وسيم ، عشان الزمالك بيخسر علي طول .

وسيم : لاء ، الحكاية مش كده ، انتي عارفة ان قعدت افكر في الحلم ده ، ووجدت انه له معني خطير جدا ً .

أريج : معني خطير كمان ، طيب قول يا عم الفيلسوف خلينا نشوف الزمالك عمل فيك أيه ؟

وسيم : زمالك ايه بس حولي تفكري في الحلم ، هتلاقي هنا ان الزمالك هو اللي فاز فوز ظاهري ، يعني ممكن يكون حقق فوز مباراة ، ولكن الأهلي أكيد وصل لفوز أكبر وهو الفوز بالدوري علي سبيل المثال ، والحكاية ديه خلتني أفكر في الحكاية بمفهوم أعمق أن ممكن الواحد يأعتبر نفسه فائز ولكنه في حقيقة الأمر خاسر .

أريج : ازاي يا وسيم ؟

وسيم : يعني ممكن يكون واحد فرحان أن عنده معلومات ، وأنه بيفيد الناس ، ولكنه ما بيفديش نفسه بيها .

أريج : طيب ما هو كويس أنك تفيد الناس .

وسيم : اة طبعا ً كويس اني أفيد الناس ، ولكن لازم أفيد نفسي أولا ً .

أريج : اة ...

وسيم : انت ِ فين يا بنتي ؟

أريج : أنا أهو بس كنت بفكر في الحكاية ديه ، وأكتشفت أنها أخطر مما أنت بتقول ، ديه الحكاية ديه بتنطبق كمان علي الناس اللي بتقول حاجة مفيدة وتعمل عكسها .

وسيم : اة ، يعني شوفي مثلا ً ، واحد ينصح حد أنه لازم يلتزم ، وأنه يجعل قلبه خالص لله ، فالي بيتنصح يسمع الكلام وينفذه ، والراجل الي نصحه يعمل عكس الكلام فيدخل النار مع أنه هو الي قال النصيحة .

أريج : وده يا وسيم بينطبق علي الحياة كلها ، فممكن واحد ينصح واحد تاني بأنه يغير نظام حياته ، والشخص الثاني ده بفضل تلك النصحية تتحول حياته الي جنة ، وبينما الي بينصح يترك حياته تسير كما هي دون أن يفكر في أن يصلحها . طيب يا تري يا سمسم ، هل الواحد يقدر يصدق الشخص ده ؟

وسيم : هي مسألة محيرة ، بس انا عن نفسي ، بحاول أخذ من الناس الي هيفدني .

أريج : يعني مش هتقوله وهو بينصحك ، انه ليه ما بيحاولش يصلح من حياته الأول ؟

وسيم : ممكن أقوله مثلا ً انت علي فكرة أفكارك مميزة جدا ً ، بس أنت نقصك أنك تستثمرها في حياتك ، لأنك ان أستمريت علي كده ، ستجعل من حولك يحققون نجاحات ، وستكون أنت الخاسر الوحيد ، ومش غلط انك تساعدهم ، الغلط انك ما تساعدش نفسك أولا ً.

أريج : بس في بعض الأحيان ، ممكن الأنسان يقول حاجات وما يلتزمش بحاجات منها ونعتبره حكيم ، زي اما حصل ما سينكا ، عندما قال ان الحكيم مش لازم يلتزم بكل الي بيقوله .

وسيم : ديه هنا شئ مختلف ، لأن سينكا أعماله كانت تربوية ، وأما تيجي تكتبي في التربية أنت ِ لازم تضع ش تصورك للتربية المثالية ، والطرق المثالية للوصول للحكمة ، عشان الناس اما تلتزم بالحاجات ديه تقترب من المثالية ، ولا تقترب من القاع .

أريج : اة ، عشان كده هو بيقول انه ما بيلتزمش بكل الي قاله .

وسيم : أة .

أريج : يعني احنا بكده وصلنا الي أربعه أنواع من الناس :

1 - شخص ينصح الناس ، ويقوم بعكس الذي يقوله .

2 - شخص ينصح الناس ، ولا يلتزم بالذي يقوله .

3 - شخص يعتقد ان جميع من حوله يحتاجون الي نصح ، وينسي ان ينصح نفسه أولا ً .

4 - شخص ينصح الأخرين ، ولكنه لا يلتزم بكل ما يقولة ، لأنه يضع موضوعات للتربية .

بس علي ما أعتقد يا وسيم أننا نسينا ، أننا نناقش النوع الثالث بتأني أكثر ، لأن الشخصية ديه دلوقتي أنتشرت ، تلاقي الواحد من دول ينسي نفسه ويقعد ينصح في الناس .

وسيم : باب النجار مخلع ، زي ما قالوا في الأمثال ، هو انا أتعمدت اننا نترك الشخصية ديه ، يا أريج ، عشان أنا بأعتبره أنه شخص مريض ، يريد أن يعوض ما به من نقائص عن طريق تفكيره ان جميع البشر من حوله يحتاجون الي نصيحة ، وهو العاقل الوحيد .

أريج : أوك ، أحنا بكدة يعتبر ناقشنا معظم الشخصيات ، وعاوزين نختم بقي الموضوع يا وسيم ، أتفضل اختم الموضوع .

وسيم : أوك ، انا هأختم الموضوع بطريقة جديدة ، أني هقول شوية مقولات مختصرة عن الموضوع عموما ً :

1 - النصر الحقيقي هو الذي يعود علي بالنفع .

2 - لابد أن ألتزم بكل شئ أقوله .

3 - من الجميل أن أساعد الناس ، ولكن من الأجمل أن أساعد نفسي أولا ً.

4 - أصلح من نفسك أولا ً ، وبعد ذلك حاول أصلاح الأخرين .

كتابة وتأليف : ابو تريكة .

من أنتاج : شركة ابو تريكة غير للأنتاج .